علامات انفصام الشخصية

نبراسصحة نفسية
علامات انفصام الشخصية

عناصر المحتوي

    مقالات قد تهمك

    كيفية تشخيص انفصام الشخصية أو الفُصام أو الشيزوفرينيا أو السكيزوفرينيا (بالإنجليزية: Schizophrenia) اضطرابًا عقليًّا يتداخل مع قدرة المصاب على التفكير بوضوح، كما يؤثر على التحكّم بالمشاعر واتخاذ القرارات السليمة، وطريقة تعامل المصاب مع الآخرين، ويعتبر الفُصام حالة معقدّة تتطلب الرعاية على المدى الطويل، وتتفاوت الأعراض الظاهرة على المصابين بالفُصام الشخصية من شخص لآخر؛ وحقيقةً قد يعاني بعض المصابين من ظهور الأعراض بصورة واضحة، في حين أنّ البعض الآخر لا تظهر عليهم الأعراض إلّا حينما يبدؤون في شرح ما يفكّرون فيه،[١][٢] ومن الجيد القول إنّ العديد من الأشخاص المصابين بالفصام يتمكّنون من استعادة وظائفهم الطبيعية وقد تزول الأعراض لديهم من خلال استخدام العلاج الصحيح والمساعدة الذاتية؛ إذ يعتبر بدء العلاج في أقرب وقت ممكن مع أخصائي الصحة العقلية من ذوي الخبرة أمرًا حاسمًا للتعافي منه.[٣]

     

     

    أعراض انفصام الشخصية

    قد تتطوّر الأعراض الظاهرة في حال الإصابة بالفُصام بشكل تدريجي عند المصاب، وإنّ أولى العلامات الظاهرة تتمثّل بالانعزال عن المجتمع، وانعدام المسؤولية، إضافة إلى اضطراب عادات النوم، والتي يعدّ من الصعب التعرّف عليها، وذلك لأنها عادةً ما تتطوّر خلال سن المراهقة، بحيث يُخلَط بينها وبين التغييرات التي تحدث خلال هذه الفترة، حيث تبدأ الأعراض عادة في سنّ السادسة عشرة وحتى عمر الثلاثين، ونادراً ما يتمّ تشخيص الأطفال به، وقد يعاني بعض المصابين من نوبات فصام ذات أعراض شديدة، ومن ثم يتبعها فترة ركود بظهور أعراض قليلة أو دون ظهورها على الإطلاق، وتُعرف هذه الحالة بالفصام الحادّ (بالإنجليزية: acute schizophrenia)، وتجدر الإشارة إلى أنّه يجب مراجعة الطبيب المختصّ في أقرب فرصة ممكنة في حال المعاناة من ظهور أعراض الفُصام؛ حيث تزداد احتمالية التعافي والشفاء منه في حال تمّ تشخيص الحالة مبكّرًا، وتنقسم أعراض الفُصام إلى أعراض إيجابية، وأعراض سلبية، وأعراض معرفية ويمكن بيان كلّ منها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٤][٥]

     

    الأعراض الإيجابية

    تتمثّل هذه الأعراض بسلوك المصاب سلوكيات ذهانية لا تظهر لدى الأفراد الأصحاء، وبالحديث عن سبب تسميتها فيمكن القول أنّ كلمة إيجابية لا تشير إلى كونها أعراضًا جيدة، بل لكونها أعراضًا زائدة أو مضافة إلى الأداء العقلي الطبيعي، وفيها قد يفقد المصاب بعض الاتصال بالواقع، وتتمثّل هذه الأعراض بالتالي:[٥][٦]

    • الهلوسات: يمكن تعريف الهلوسات (بالإنجليزية: Hallucinations) على أنّها سماع أو رؤية أشياء ليست موجودة على أرض الواقع، وكذلك تذوّق وشم وحتى الشعور بأشياء غير موجودة، وإنّ أكثر الهلوسات شيوعًا تكون بسماع الأصوات؛ حيث تكون هذه الهلوسات حقيقية للشخص المصاب على الرغم من عدم قدرة الأشخاص الآخرين المتواجدين مع المصاب سماعها أو الشعور بها، وقد تكون هذه الأصوات بحسب وصف المصابين لها لطيفة وممتعة، إلّا أنّه غالبًا ما يتم وصفها بأنّها قوية ومزعجة، وفي الواقع قد تُملي هذه الأصوات الأوامر على المصابين، وتصف الأنشطة التي تدور في عقولهم، أو تناقش أفكار المستمع وسلوكه، أو تتحدث مباشرة مع الشخص المصاب، وقد تكون من أكثر من مصدر أو من مصدر واحد.[٧]
    • الأوهام: (بالإنجليزية: Delusion) وهو اعتقاد خاطئ يؤمن به المصاب بشدّة بناء على أمور غير واقعية أو وجهة نظر غريبة، وتتطور هذه الأوهام بشكل مفاجئ أو خلال أسابيع إلى أشهر، وتؤثر في الطريقة التي يتصرّف بها المصاب، بحيث يمكنه إيجاد فكرة وهمية لتفسير الهلوسات لديه، كأن يتوّهم بأن هناك شخص يلقي عليه الأوامر لتفسير هلوسات الأصوات التي يعاني منها، ويندرج تحت بند الأوهام جنون الارتياب، كشعور المصاب بالاضطهاد من قبل المحيطين، أو أنّه ملاحق ومطارد بشكل مستمر، وأن هناك مؤامرات تُحاك ضده من قبل أفراد العائلة أو الأصدقاء، وقد يتمثّل الوهم أحيانًا بالاعتقاد أنّ الأشخاص عبر شاشة التلفاز أو المقالات في الصحف يخاطبون المصاب ويوجهون الكلام تحديدًا له، وأنّ هناك رسالة خفيّة أو هدف من وراء كل أمر يحدث بمحض المصادفة أو ضمن أحداث الحياة اليومية.[٨].
    • الأفكار المضطربة والكلام غير المنظم: فقد يكون المصاب بالفُصام مشتت الذهن أثناء الحديث معه؛ إذ قد يواجه صعوبة في ترتيب أفكاره وجمل كلامه المبعثرة؛ بحيث تكون غير واضحة ولا تحمل أي مدلول، وقد لا يتمكّن من متابعة الحديث.[٩]
    • السلوك الحركي المضطرب: قد يرافق الفُصام المعاناة من اضطرابات في الحركة كالقفز مثلاً بشكل مفاجئ، أو حركات أخرى يعيدها مرارًا وتكرارًا، وقد يمكث المصاب بوضعية ثابتة لمدة ساعات وهو ما يعرف بشذوذ الحركة الفصامي (بالإنجليزية: Catatonic)، وعلى عكس ما هو شائع فإنّ هؤلاء المصابين لا يكونون عنيفين في العادة.[٩]
    • صعوبة في التركيز: كما هو الحال بفقدان القدرة على التركيز والمتابعة خلال مشاهدة برنامج تلفزيوني.[٩]

    الأعراض السلبية

    يمكن أن يعاني المصاب من العديد من الأعراض السلبية التي قد يطلق عليها أعراض العجز، حيث سمي هذا النوع من الأعراض بذلك نظرًا إلى غياب أو نقص الوظيفة العقلية الطبيعية التي تنطوي على التفكير والسلوك والإدراك، إذ تتضمّن اضطرابًا في المشاعر والسلوك الطبيعي للمصاب، ويمكن تقسيم الأعراض السلبية إلى أعراض أولية وثانوية، كما يمكن أن تحدث الأعراض الثانوية بسبب الأدوية المضادة للذهان أو غيرها من مشاكل الصحة العقلية أو تلك المتعلقة ببيئة المصاب،[١٠][١١] ويمكن بيان الأعراض السلبية فيما يأتي:[١٢]

    • عسر النطق: (بالإنجليزية: Alogia) وفقدان القدرة على الكلام بجمل صحيحة ومفهومة، وهو ما قد يفسّر بطء فهم الكلام أو عدم فهمه على الإطلاق، وغالباً ما يظهر على شكل جمل وردود قصيرة -لا معنى لها- على الأسئلة والكلام الموّجه له.
    • الركود العاطفي: وانخفاض القدرة على التعبير بما في ذلك تعابير الوجه، ونبرة الصوت، والتواصل البصري مع المحيط، إضافة إلى عدم القدرة على تفسير لغة الجسد أو استخدام لغة الجسد المناسبة.
    • انعدام الإرادة: (بالإنجليزية: Avolition) يتمثل هذا السلوك بالصعوبة أو عدم القدرة على بدء السلوك الموجه نحو هدف والاستمرار فيه، والذي غالبًا ما يتم تفسيره بشكل خاطئ على أنّه عدم اهتمام، ومن الأمثلة على ذلك إلغاء كل الأنشطة والأمور المختلفة كالخروج مع الأصدقاء، والميل إلى العزلة، والبقاء في المنزل لساعات وأيّام مطوّلة دون أيّ عمل أو انجاز.
    • فقدان الطاقة: حيث يميل المصاب للجلوس والنوم بشكل أكثر من المعتاد.
    • عدم الاستمتاع بمختلف الأمور، وفقدان التفاعل معها.
    • المهارات الاجتماعية غير المناسبة وعدم القدرة على التواصل الاجتماعي والاختلاط مع الآخرين أو عدم الاهتمام بذلك من الأصل.
    • عدم القدرة على تكوين صداقات أو الاحتفاظ بالأصدقاء الحاليين، أو عدم الاهتمام بذلك.
    • العزلة الاجتماعية: وتكمن في قضاء المصاب وقته على انفراد في معظم الأوقات، أو مع عائلته المقربّة فقط.

    الأعراض الإدراكية

    قد يعاني بعض المصابين من أعراض إدراكية خفيّة أو غير واضحة، فيما يتعرّض الباقون لأعراض أكثر شدّة وقد يلاحظون تغيرات في ذاكرتهم أو جوانب أخرى من التفكير،[٥] ومن الأمثلة على الأعراض التي يعاني منها المصابون ما يأتي:[١٣][٢]

    • صعوبة فهم المعلومات واستخدامها لاتخاذ القرارات.
    • مشاكل في التركيز والانتباه، بما في ذلك عدم القدرة على التخطيط للمستقبل، وتنظيم الحياة.
    • مشاكل في استخدام المعلومات مباشرة بعد تعلمها.
    • ازدياد صعوبة التواصل مع الآخرين.

    الأعراض عند المراهقين

    تتشابه الأعراض المصاحبة للفُصام عند كلٍّ من المراهقين والبالغين، إلَا أنَه في معظم الأوقات يحدث لَبس في تشخيص الحالة لدى المراهقين، وذلك للتشابه ما بين أعراضها المبكّرة وبين التغييرات التي ترافق سنّ المراهقة في العادة، ومن الجدير بالذكر أن استعمال المُؤثرات العقلية كالماريغوانا (بالإنجليزية: Marijuana)، والميثامفيتامين (بالإنجليزية: Methamphetamines)، وثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (بالإنجليزية: Lysergic acid diethylamide)، قد يؤدي إلى المعاناة من أعراض وعلامات مشابهة، وفي الواقع قد يعاني المراهقون المصابون بالفُصام من الأوهام بشكل أقلّ ومن الهلوسات البصرية بصورة أكبر مقارنة بالبالغين، ويمكن بيان العلامات التي تظهر لدى المراهقين أثناء سن المراهقة فيما يأتي:[١٤]

    • الانسحاب من العائلة، وتجنّب الجلسات العائلية.
    • تدنّي التحصيل الدراسي للطالب.
    • اضطرابات في النوم.
    • التهيج أو المزاج المكتئب.
    • فقدان الحافز والشغف.

    أعراض تستدعي مراجعة الطبيب

    عادة ما يفتقر المصابون بالفُصام إلى الوعي بأن الصعوبات التي يواجهونها تنجم عن اضطراب عقلي يتطلب عناية طبية، لذلك غالبًا ما يقع على عاتق العائلة أو الأصدقاء مساعدتهم وتشجيعهم لمراجعة الطبيب النفسي في حال ملاحظة أي أعراض غريبة غير طبيعية.[١٤]