التعامل مع من أساء إليك
عناصر المحتوي
مقالات قد تهمك
كيف تتصرف مع الاشخاص المسيئين يحثُّ الدين الإسلاميّ عباده المؤمنين إلى مقابلة الإساءة بالإحسان، وذلك من أجل نشر المودة وقيم الأخوة والمحبة بين الناس، ولتقليل الشحناء والبغضاء والكراهية بين البشر، وذلك مصداقاً لقوله تعالى: ((وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ))[١]، «سورة فصلت: الآية 34»، وهذا إن دلَّ على شيء فإنَّما يدلُّ على سماحة الدين الإسلاميّ، إذ يحثُّ على الأخوة بين أبناء المجتمع المسلم، فعندما يسيء شخص ما إلى أحد بالقول أو الفعل، يجب أنْ تقابل الإساءة بالإحسان، فإنَّ هذا سيجلب المسيء إلى الحق، ويقوده إلى الندم والأسف، وسيعيده إلى التوبة.[٢]
عدم التعامل مع الجانب المظلم في الناس
لا يوجد في الإنسان إلّا قوتان تتنازعانه، وهما: قوة الخير، وقوة الشر، وعندما تنتصر إحداهما على الأخرى تكون طباع الإنسان عليه، فإذا انتصر الخير على الشر كان الإنسان مفيداً في مجتمعه، وإذا انتصر الشر على الخير كان الإنسان مفسداً لمجتمعه، فالناس متقلبين في جميع أحوالهم، إذ يجتمع فيهم النور والظلمة، والحق والباطل، والقبح والجمال، وبالتالي فإنَّ هذا الأمر هو سنة ربانيّة، وحكمة إلهيّة، وطبيعة من طبائع البشر، فالله تعالى لم يكتب العصمة للبشر، وبالتالي يجب تقبل الناس على ما هم عليه، أي بشرهم وخيرهم.[٣]
الإحسان إلى الخلق
يُعدُّ الإحسان إلى العباد أحد أجمل الأمور، فالإحسان صفة تفوح بالمسك، وتنفع الجميع، والشخص المحسن محبوب إلى الله تعالى، ومحبوب لدى العباد أيضاً، ويكون الإحسان إلى العباد من خلال التعامل معهم بخلق حسن، والتعامل معهم معاملة صادقة، وبذل النصيحة، وتفريج كربهم، وعون ضعيفهم، وإغاثة ملهوفهم، وإطعام جائعهم، والتصدق إلى محتاجهم، وإرشاد التائهين، وتعليم الجاهلين، والتيسير والتهوين على المعسرين، والإصلاح بين المتخاصمين، والتسامح معهم، وما إلى ذلك من الأخلاق الإسلاميّة ذات القدر والشأن الرفيع، ولذلك يقول الشاعر:[٤]
إِذَا كُنْتَ فِي أَمْرٍ فَكُنْ فِيهِ مُحْسِنًا
فَعَمَّا قَلِيلٍ أَنْتَ مَاضٍ وَتَارِكُهْ
فَكَمْ دَحَتِ الأَيَّامُ أَرْبَابَ دَوْلَةٍ
وَقَدْ مَلكَتْ أَضْعَافَ مَا أَنْتَ مَالِكُهْ