معنى الحضارة اليونانية

نبراسأسئلة تاريخية
معنى الحضارة اليونانية

عناصر المحتوي

    مقالات قد تهمك

    معلومات عن تاريخ الحضارة اليونانية تُعرّف الحضارة اليونانيّة (بالإنجليزيّة: Greek Civilization) على أنّها الفترة التي تلت الحضارة الميسينيّة التي امتدّت من عام 1200 ق.م إلى 223 ق.م وانتهت بوفاة الإسكندر الأكبر، وتميّزت فترة الحضارة اليونانيّة بالكثير من الإنجازات في مختلف المجالات العلميّة، والفنيّة، والسياسيّة، والفلسفيّة، ممّا ترك إرثاً مميزاً للحضارة الغربيّة.[١]

     

    أهم الأحداث التاريخية أثناء الحضارة اليونانية

    مرّت الحضارة اليونانيّة بالعديد من الفترات منها ما شهد الاكتشافات والتطوّرات ومنها ما شهد أحداثاً صعبةً، ومن أهم هذه الأحداث ما يأتي:[٢]

    • حرب طروادة (1250 ق.م): وفقاً للأساطير اليونانيّة فإنّ حرب طروادة وقعت بين شعب طروادة والإغريق، واستمرّت لعدّة سنوات، وانتهت بدخول مجموعة من المحاربين الإغريق إلى مدينة طروادة بحصانٍ خشبيٍّ ضخم بعد سماح ملك طروادة بدخوله دون علمه بوجود المحاربين فيه، وبعدها خرج المحاربون منه وفتحوا أبواب المدينة وتمّ الاستيلاء عليها.
    • بدايات الألعاب الأولمبيّة (776 ق.م): كانت العديد من الاحتفالات والألعاب تُقام في أولمبيا ضمن مهرجانٍ دينيّ، وقد بدأت الألعاب الأولمبيّة كسباقٍ في أحد الملاعب، ثمّ تطوّرت وأصبحت تضم 23 مسابقةً تشمل العديد من الرياضات، منها: سباقات الخيل، والمصارعة، ورمي القرص، ورمي الرمح، والجري، والملاكمة، وغيرها.
    • ظهور الطغاة اليونانيين (650 ق.م): وهم مجموعة من حُكّام الطبقة الأرستقراطيّة الذين استمرّوا بالحُكم بمساعدة من الجنود المرتزقة، وتميّزوا بأنّهم انتهازيّون؛ لذا كانوا مكروهين من عامّة الناس، ومن أبرزهم ثراسيبولوس، وانتهى عصر الطغاة عام 510 ق.م على يد ملك أسبرطة بطرد نجل بيسيستراتوس.
    • سكّ العملة المعدنيّة (600 ق.م): سكّ اليونانيون العمل المعدنيّة لتكون نظاماً موثوقاً للدفع، وقد تمّ سكّ أول عملة معدنيّة في ليديا قبل عام 600 ق.م والتي كانت تُعرف باسم الإلكتروم وهي خليط من الذهب والفضة، ومع مرور الوقت أصبح لمعظم المدن عملات معدنيّة برموز وعلامات منحوتة خاصة بها.
    • عصر بريكليس (445 ق.م – 429 ق.م): بريكليس هوأحد حُكّام مدينة أثينا، وقد ازدهرت المدينة في عهده بسبب الإنجازات والإصلاحات الكثيرة التي تمّت في عهده، ومنها: إتاحة فرص متكافئة لجميع الفئات في الحصول على وظائف عامة، والسماح للأطفال بالتعليم في المنازل حتّى بلوغ سن السابعة ثمّ الذهاب إلى المدارس التي ركّزت على الموسيقا، والتربية البدنيّة، و الرياضيات.
    • الحرب البيلوبونيّة الثانية بين أثينا وأسبرطة (431 ق.م): بدأت الحرب كمعركة بين مدينتي أثينا وأسبرطة، ثمّ توسّعت هذه المعركة لتشمل جميع المدن اليونانيّة، وأظهرت الحرب تقنيات الإغريق الحربيّة المتميّزة، وانتهت بتدمير الأسطول الأثيني في أيجو سبوتامي، واستسلام أثينا في العام التالي.
    • الطاعون الدبلي في أثينا (430 ق.م): هو وباء أصاب مدينة أثينا ودمّرها بشكلٍ كاملٍ، وتمّ إدخاله إلى المدينة عبر ميناء بيرايوس من خلال المواد الغذائيّة والإمدادات، ووصل إلى كامل منطقة البحر الأبيض المتوسط، إلّا أنّه كان أكثر تدميراً في مدينة أثينا، وأدّى إلى وفاة الكثير من الناس الذين تُركوا للتعفُّن في الشوارع، أو تمّ حرقهم، أو دفنهم في مقابر جماعيّة.
    • حكم الإسكندر الأكبر (336 ق.م): هو الإسكندر الثالث لمقدونيا، الذي تولّى السلطة بعد وفاة والده فيليب الثاني، وقد تميّز بقوته العسكريّة والدبلوماسيّة، وكان له دورٌ كبيرٌ في نشر الثقافة اليونانيّة، والدين، واللغة، والفكر اليونانيّ في كلٍّ من آسيا الصغرى، ومصر، وبلاد ما بين النهرين، والهند، وقد توفي عن عمر 32 عاماً بسبب مرض الملاريا.
    • غزو الرومان (146 ق.م): أصبحت شبه الجزيرة اليونانيّة عام 146 ق.م تحت سيطرة الرومان وذلك بعد معركة كورنثوس، حيث استسلمت العديد من المدن اليونانيّة وبقيت بعض المدن مستقلّةً جزئيّاً، وبعد انتهاء الحروب الأهليّة عام 27 ق.م بدأ الرومان بإعادة إعمار المدن اليونانيّة التي تمّ تدميرها، وتمّ اعتماد كورنث عاصمةً للمقاطعة الجديدة.

    جغرافيا اليونان القديمة

    تقع اليونان جنوب شرق أوروبا، وهي عبارة عن شبه جزيرة تمتد من البلقان إلى البحر الأبيض المتوسط، وتتميّز بأنّها منطقة جبليّة يتخلّلها الكثير من الغابات، إضافةً إلى وجود العديد من الخلجان فيها، كما تضم مناطق مناسبة لزراعة العديد من أنواع النباتات؛ كالحمضيات، والزيتون، والنخيل، والقمح، والشعير، ومناطق صخريّة مناسبة للرعي فقط، وتُقسَّم اليونان القديمة إلى ثلاث مناطق جغرافيّة إضافةً للمناطق التي خضعت للسيطرة اليونانيّة، وهذه التقسيمات كالآتي:[٣]

     
    • شمال اليونان: تضم مدينتي إبيروس وثيثالي، ويفصل بينهما سلسلة جبال بيندوس.
    • وسط اليونان: تضم العديد من المدن وهي كالآتي:
      • إيتوليا: تشتهر بصيد الخنازير.
      • لوكريس: وهي مُقسَّمة إلى مقاطعتي دوريس وفوكيس.
      • بيوتيا.
      • أتيكا.
      • ميجاريس.
    • بيلوبونيز: وهي تقع جنوب مضيق كورنثوس، وتبلغ مساحتها 21.549 كيلو متراً مربعاً.

    توسّع اليونان القديمة

    بدأت العديد من المدن اليونانيّة القديمة بالتطلّع إلى التوسّع خلال النصف الأول من الألفيّة الأولى قبل الميلاد1ح لذا أسّست مراكزاً لها عبر البحر الأبيض المتوسط، وقد بدأت عمليّة التوسّع من خلال الاتصالات التجاريّة، ثمّ تطوّرت إلى إخضاع سكان المدن المحليّين وضمّهم لليونان، ثمّ أصبحت تلك المدن دولاً مستقلّةً، أو ذات طابعٍ يونانيٍّ جديد، وبعضها اكتسب ثقافةً جديدةً من الشعوب المجاورة لها والذين أصبحوا من مواطنين هذه المدن.[٤]

    أسّس اليونانيون بحلول عام 500 ق.م حوالي 500 منطقة واقعة تحت سيطرتهم، ضمّت حوالي 60,000 مواطن يونانيّ شكّلوا 40% من مجموع الإغريق، وقد أدّت تلك التوسُّعات إلى انتشار الفن، وحركة البضائع، وأسلوب الحياة اليونانية في كلٍّ من إسبانيا، وفرنسا، ومنطقة البحر الأدرياتيكي، والبحر الأسود، وشمال أفريقيا، وإيطاليا.[٤]

    الثقافة في الحضارة اليونانية

    يُمكن اعتبار الحضارة اليونانيّة القديمة بأنّها مهد الحضارة الغربيّة، حيث يوجد العديد من أوجه الشبه بين الحضارتين، فكثير من الأنشطة والممارسات التي يتم ممارستها ضمن الحضارة الغربيّة تعود في أصلها إلى الحضارة اليونانيّة ومن أمثلتها: استخدام الحروف الأبجديّة للقراءة، والاستمتاع بالألعاب الأولمبيّة كلّ عامين، إضافةً إلى بعض العادات والتقاليد، وأساليب إنشاء المباني.[٥]

    الأبجدية اليونانية

    استندت الأبجديّة اليونانيّة في بدايتها على الأبجديّة السامية للفينيقيين والتي تتكوَّن من 22 حرفاً مع بعض الرموز التي تُضيف الحركات للأحرف، وتختلف الأبجديّة اليونانيّة عن النصوص الخطيّة والهيروغليفية التي تسبقها بأنّ كلّ رمز فيها يُمثِّل حرفاً واحداً منفصلاً وليس مقطعاً لفظيّاً، كما أنّ اليونانيين عدّلوا الأبجديّة الفينيقيّة من خلال إنشاء أحرف علّة منفصلة وتغيير بعض الرموز، إضافةً لجعل الأبجدية أكثر صحةً من الناحية الصوتيّة.[٦]

    الأدب اليوناني

    يُمكن اعتبار الأدب اليوناني القديم ذي أهميةٍ كبيرةٍ بالرغم من قلّة ما وصل منه إلى العصر الحالي؛ وذلك بسبب تميُّزه بالجودة العالية، إضافةً لكتابة جزء كبير من الأدب الغربيّ حتّى منتصف القرن التاسع عشر من قِبل مؤلِّفين بارعين يتميّزون بمعرفتهم الشاملة بالتقاليد اليونانيّة، وإدراكهم أنّ النماذج الأدبية تمّ اعتماد معظمها على نماذج يونانية، وقد تمّت كتابتها بشكلٍ مباشرٍ أو باستخدام اللغة اللاتينيّة، ويُمكن تقسيم تاريخ الأدب اليونانيّ إلى ثلاث فترات وهي كالآتي:[٧]

    • الأدب القديم: استمرّ حتّى نهاية القرن السادس قبل الميلاد.
    • الأدب الكلاسيكي: انتشر خلال القرنين الخامس قبل الميلاد والرابع قبل الميلاد.
    • الأدب الهلنستي والروماني اليوناني: انتشر في القرن الثالث قبل الميلاد وصاعداً.

    الفلسفة في الحضارة اليونانية

    أُخذ لفظ الفلسفة (بالإنجليزيّة: Philosophy) من كلمة يونانيّة هي “philosophia” تتكوّن من مقطعين؛ المقطع الأول (philos) ويعني حُب، والمقطع الثاني (sophia) ويعني الحكمة، فهي حرفيّاً تعني حب الحكمة، ويُستدل من كلمة حُب على الاهتمام بالشيء أو الولع به، فهي تدل على منح قيمة للشيء، فأيّ شخص يُحب الحكمة فإنّه يسعى لشيء يستحق السعي، فالفيلسوف وفقاً لليونانيين القدماء هو الشخص الذي يُحب الحكمة ويسعى للحصول على المعرفة الشاملة.[٨]

    يُمكن تقسيم الفلسفة اليونانيّة القديمة إلى فترتين هما فترة ما قبل سقراط وفترة ما بعد سقراط؛ وذلك بسبب أهمية شخصيّة سقراط وغموضها في نفس الوقت، فقد أثّر في فلسفة كلٍّ من أرسطو وأفلاطون اللذين لاقت فلسفتهما أهميةً ورواجاً لمدّة تصل إلى 2500 سنة،[٩] كما تميّزت الحضارة اليونانيّة بوجود عدد الكبير من الفلاسفة، وقد كان لمعظمهم أفكار فلسفيّة مميّزة، إلّا أنّ بعضهم استطاع الموازنة بين أفكاره الفلسفيّة حول العلوم الطبيعيّة البدائيّة والتطبيق الأخلاقي للقيم الفلسفيّة، ممّا جعلهم يتميّزون حتّى الوقت الحالي، ومن أهم فلاسفة اليونان ما يأتي:[١٠]

    • بارمينيدس (560 ق.م – 510 ق.م).
    • أناكساغوراس(500 ق.م – 428 ق.م).
    • أناكسيماندر (610 ق.م – 546 ق.م).
    • أمبادوقليس (490 ق.م – 430 ق.م).
    • زينو (490 ق.م – 430 ق.م).
    • فيثاغورس (570 ق.م – 495 ق.م).
    • سقراط (469 ق.م – 399 ق.م).
    • أفلاطون (427 ق.م – 347 ق.م).
    • أرسطو (384 ق.م – 322 ق.م).
    • طاليس الملطي (620 ق.م – 546 ق.م).

    الفن في الحضارة اليونانية

    كان للفن والنحت اليونانيّ تأثيراً عميقاً على مرّ العصور، فقد تمّ استنساخ العديد من الأساليب التي تمّ استخدامها قديماً، كما أنّ الفن الحالي في العالم الشرقي مُستمد من الفن الإغريقي، وتعود أهمية الفن والمنحوتات اليونانيّة إلى أنّها تعكس الحياة اليونانيّة بما فيها من أحداثٍ، وأبطالٍ، وآلهة، ومخلوقات أسطوريّة، إضافةً للثقافة اليونانيّة.[١١]

    تمّ استخدام العديد من المواد والأدوات في المنحوتات الإغريقيّة؛ كالرخام والأحجار المتنوعة والمتوافرة في اليونان، إضافةً لاستخدام الصلصال، إلّا أنّ معظم التماثيل المصنوعة من الصلصال دُمّرت، وبقيت معظم التماثيل التي تعود إلى أصلٍ رومانيّ، فقد كان للرومان احترام عميق للمنحوتات اليونانيّة، ونسخوا العديد منها ممّا حافظ على الأساطير والقصص اليونانيّة من الضياع،[١١] ويجدر بالذكر أنّ فن المنحوتات اليونانيّة تم تقسيمه إلى سبع فترات زمنية، وهي كالآتي:[١١]

    • الفن الميسيني.
    • الفن شبه الميسيني (العصر المظلم).
    • فن بروتو هندسي.
    • الفن الهندسي.
    • الفن المهجور.
    • الفن الكلاسيكي.
    • الفن الهلنستي.

    وصل النحت اليوناني إلى أوجه خلال الفترة الكلاسيكيّة؛ وذلك بسبب تطبيق مبادئ الرياضيات المتقدمة عند تصميم المنحوتات ممّأ ساهم في دعم جماليتها، ومن أبرز المنحوتات اليونانيّة ما يأتي:[١٢]

    • تمثال الإسكندر الأكبر: وهو تمثال لحاكم وقائد عسكري.
    • تمثال بيبلوس كور: وهو تمثال لفتاةٍ ترتدي شالاً بالياً.
    • تمثالا Harmodius and Aristogeiton: وهما شخصان كانا يُعتبران رمز الحرية والديمقراطية في أثينا.
    • تمثال Dying Gaul: يُصوّر هذا التمثال جروح المُحارب وآلام لحظاته الأخيرة.
    • تمثال لاوكون وأبناؤه: وهو تمثال يُمثّل قتل الأب لاوكون واثنين من أبنائه بسبب محاولتهم كشف حصان طروادة.

    المجتمع اليوناني

    تمّ تقسيم المجتمع اليوناني في أثينا إلى أربع طبقات، وهي كالآتي:[٥]

    • الطبقة العليا: وهم الأشخاص الذين وُلدوا في مدينة أثينا، وهم المسؤولون عن شؤون الحُكم والتعليم والفلسفة.
    • الطبقى الوسطى: تُمثّل هذه الطبقة التجار الذين يعملون بجد، وليس شرطاً أن يكونوا من مواليد مدينة أثينا، وبالرغم من اعتبارهم أحراراً، إلّا أنّه لم يتمّ منحهم نفس حقوق الأشخاص من ذوي الطبقة العليا.
    • الطبقة الدنيا: تعلو هذه الطبقة طبقة العبيد بدرجةٍ واحدةٍ فقط، حتّى أنّ معظمهم كانوا عبيداً في الأصل ثمّ تمّ تحريرهم بسبب عملهم، كما أنّ حقوقهم لا ترقى لحقوق الطبقة الوسطى.
    • طبقة العبيد: هذه الطبقة مسؤولة عن القيام بالأعمال الخدمية المختلفة، ولم يكن لديهم أيّ حقوقٍ أو سُلطة.

    عرف المجتمع الإغريقي اثني عشرة آلهةً رئيسيّةً، وكان لكلّ إلهٍ مجال مخصّص وشخصيّة تُميّزه عن غيره من الآلهة، وقد تمّ توضيح أصول تلك الآلهة وعلاقاتهم مع البشر من خلال الأساطير اليونانيّة، كما تمّ تحديد السمات الثابتة لكلٍّ من تلك الآلهة من خلال الفن اليوناني المهجور والكلاسيكي، وكان الإغريق يتوجهون إلى أماكن مخصصة للعبادة سواء في الريف أو المدينة لتقديم قربان أو هدية للإله من أجل طلب مساعدته، فقد كانت العلاقة التي تربط البشر مع الآلهة في ذلك الوقت قائمةً على التبادل، كما كانت الممارسات الدينيّة القديمة تستند إلى الاحتفالات التي يرجع تاريخها إلى العصر البرونزي (3000 ق.م إلى 1050 ق.م) أو ما قبل ذلك.[١٣]

    بيّنت الأساطير اليونانية أنّ معظم تلك الآلهة تتواجد في موطنهم أعلى جبلٍ في البرّ اليوناني الرئيسي،[١٣][١٤] وهو جبل أوليمبوس، ومن هذه الآلهة ما يأتي:[١٤]

    • هيستيا: هي آلهة عذراء كانت ترمز إلى دفء المنزل.
    • هيبي: تمّ اعتبارها التجسيد الإلهي للشباب والجمال الأبدي، كما أنّ معنى كلمة هيبي باليونانية هو الشباب.
    • نمسيس: اعتُبرت إله القصاص، فهي تهتم بتنفيذ العقوبات والأحكام على المذنبين.
    • ليتو: هي آلهة الأمومة، واعتُبرت شخصيّة أموميّة متواضعة ومحترمة في الأساطير اليونانيّة.
    • ريا: سُميّت بأم الآلهة، وهي من أنجبت الجيل الأول من الآلهة؛ هيستا، وزيوس، وهاديس، وبوسيدون، وهيرا، وزيوس.

    التعليم في الحضارة اليونانية

    كان التعليم في ظلّ الحضارة اليونانيّة مقتصراً على الذكور ومحظوراً على العبيد باستثناء مدينة أسبرطة، وفي مدينة أثينا كان الأطفال يتلقّون تعليمهم في المنازل، حيث كان يتمّ الاهتمام بالجانب الأخلاقي إضافةً لتعليمهم القراءة، والكتابة، والرسم، والحساب، وحفظ الشعر، كما كان التعليم الابتدائي مُتاحاً للجميع، أمّا التعليم العالي فلم يكن كذلك، حيث كانت فرص تلقّي التعليم لأبناء الطبقة العليا أفضل بسبب قدرتهم على تحمُّل تكاليفه، وبالمقابل كان أطفال الطبقات الفقيرة يلجأون للعمل بدلاً من التعليم بسبب عدم القدرة على تحمّل التكاليف الماليّة، وعلى الجانب الآخر اهتمّ أهل أسبرطة بتدريس كلٍّ من الموسيقا والرقص بهدف تعزيز قدرة الجنود على المناورة ولإثبات أنّهم مقاتلون محترفون.[١٥]

    كان الهدف الأساسي للتعليم في الحضارة اليونانيّة تطوير مظهر الأفراد وتعزيز إمكانياتهم وقدرتهم على التحمُّل في الحرب، والحفاظ على صحة سليمة من خلال توفير التدريب البدنيّ لهم؛ وذلك بسبب إيمان الإغريق بأهمية إعداد مواطنين صالحين، وبالرغم من اختلاف المدن في بعض الأهداف، إلّا أنّ الهدف الرئيسي للتعليم هو تقريباً نفسه في جميع المدن، إلّا أنّ بعض المدن تختلف في النهج المُتّبع في التعليم، فمثلاً تميّزت مدينة أسبرطة بأنّها ذات اهتماماتٍ عسكريّةٍ ممّا انعكس على هدفها الأساسيّ وهو إعداد مدافعين صالحين، أمّا مدينة أثينا فقد تميّزت بكونها مدينة ديمقراطيّة لذا كانت تهدف إلى إعداد مواطنين صالحين يتصفون بالأخلاق والقوة الروحيّة والبدنيّة.[١٥]

    الرياضيات والعلوم في الحضارة القديمة

    قدّمت الحضارة اليونانيّة إنجازاتٍ مهمّةً في الرياضيات والعلوم لا تزال تُستخدم حتّى هذا الوقت، ومنها ما يأتي:[١٦]

    • إنجازات إقليدس: قدّم إقليدس قواعد الهندسة الأساسيّة وشروطها.
    • إنجازات فيثاغورس: قدّم فيثاغورس نظريّة فيثاغورس في الرياضيات للمثلث القائم الزاوية والتي يُعبَّر عنها بالرموز كالآتي:
    A² + B² = C²
    • إنجازات أرخميدس: قدّم أرخميدس مجموعةً من الإنجازات وهي كالآتي:
      • مبدأ أرخميدس أو قانون الانغمار الذي ينص على أنّه عند غمر جسم في سائل فإنّ السائل يدفع الجسم بقوة تُساوي وزن السائل.
      • تحريك الأجسام الثقيلة باستخدام البكرات والعتلات.
      • اختراع لولب أرخميدس الذي يُساعد على رفع الماء من الأنهار لاستخدامها في ريّ الحقول.

    العمارة في الحضارة اليونانية

    قدّمت الحضارة اليونانيّة مبانٍ رائعةً تميّزت بجمالها وقدرتها على جذب الاهتمام والإعجاب وصمودها على مدى سنوات عديدة؛ وذلك بسبب قدرة المهندسين المعماريين اليونانيين على تصميم أرقى المباني في العالم القديم بمُجمله، والتي أصبحت من أهم المعالم الرئيسيّة حتّى هذا الوقت؛ كالمعابد، والملاعب، والمسارح، كما أثّر الفن اليوناني بالفن الرومانيّ من حيث البساطة، والتجانس، والنسب، فقد وفّر الفن الرومانيّ أساساً قويّاً للهندسة المعماريّة الكلاسيكيّة منذ عصر النهضة حتّى الوقت الحالي.[١٧]

    أنواع الأبنية في الحضارة اليونانية

    تنوّعت الأبنية التي تمّ إنشاؤها في الحضارة اليونانيّة، ومن هذه الأبنية ما يأتي:[١٧]

    • المعابد والخزائن: يُمكن اعتبار كلٍّ من المعابد والخزائن الإرث الملموس للحضارة اليونانيّة، فقد تمّ الاعتماد على هندسة تلك المباني في تصميم المباني في العالم الحديث على نطاقٍ واسعٍ؛ كالمحاكم والمباني الحكوميّة.
    • المسارح: تعود أقدم المسارح إلى أواخر القرن السادس قبل الميلاد، ومع ذلك كان الإغريق يعقدون اجتماعاتٍ لهم قبل هذا الوقت بكثير في أماكن عامة، كما أنّ هناك العديد من المدرّجات التي تعود إلى العصر البرونزي المينوي التي كان لها استخداماتٍ متعددةٍ كممارسة الرياضات المتنوعة.
    • الملاعب: يتمّ إطلاق مُسمّى ملعب على مكان ما عندما يصل طوله إلى 180 متراً فأكثر، وقد تمّ بناء الملاعب بدايةً بالقرب من السدود الطبيعيّة، ثمّ تمّ تطويرها وبناء صفوفٍ من الأحجار أو درجاتٍ رخاميّةٍ مخصصةٍ للجلوس عليها تفصلها ممرّات لتسهيل الوصول إليها.
    • المنازل: تنوّعت المنازل في الحضارة اليونانيّة، وقد انقسمت إلى نوعين كالآتي:
      • منازل النوافير: وهي منازل مخصصة لجمع المياه.
      • المنازل الخاصة: وهي منازل مكوّنة من طابقٍ أو طابقين، تمّ بناؤها بدايةً من الطوب الطيني دون الاعتماد على أيّ تصميم، وقد تطوّرت عمليّة بناء المنازل في القرن الخامس قبل الميلاد، فأصبحت تُبنى من الحجر، وتضم جدران داخليّة وخارجيّة من الجص.

    أشهر الأبنية في الحضارة اليونانية

    قدّمت الحضارة اليونانيّة العديد من المباني التي تميّزت بقيمةٍ معماريّةٍ كبيرةٍ بسبب مزجها للإبداع والفكر معاً، ومن أهم الأبنية التي تمّ إنشاؤها في الحضارة اليونانيّة ما يأتي:[١٨]

    • معبد زيوس الأولمبي في أثينا.
    • البارثينون في الأكروبول.
    • مسرح أوديون هيروديس في الأكروبول.
    • معبد هيرا في أولمبيا.
    • معبد أرتيمس في كورفو.

    الزراعة في الحضارة اليونانية

    اعتمدت الزراعة في اليونان القديمة على كلٍّ من الحبوب والكروم والزيوت، حيث كان يتمّ زراعة الحبوب من أجل تلبية الاحتياجات الغذائيّة الأساسيّة، أمّا الكروم والزيوت فتعود أهميّتهما إلى دعمهما الاقتصاد اليونانيّ، وقد تمّ إطلاق مصطلح “sitos”على جميع أنواع الحبوب، والتي كان كلٍّ من الشعير والقمح أهمُّها، وبالرغم من الأرباح التي كانت تُحققها زراعة القمح بسبب نكهته الجيدة ومواصفاته المناسبة للطهي مقارنةً مع الشعير، إلّا أنّه كان يتمّ زراعته بصورة أقل من الشعير بسبب حساسيّته للتقلُّبات الجويّة، حيث كان يُزرع فقط عند توافر تربة جيدة ومناخٍ مناسب.[١٩]

    لم يحلّ القمح أبداً محلّ الشعير كمنتجٍ أساسيّ، إذ كان الشعير يُزرع على نطاقاتٍ واسعةٍ بسبب قدرته الكبيرة على التكيُّف مع مناخ البحر الأبيض المتوسط والتربة غير الخصبة، لذا اعتُبرت زراعة الشعير أكثر أماناً لأنّها أكثر مقاومةً للتقلُّبات المناخيّة، أمّا الزيتون فقد كان يُعدّ من المنتجات اليونانيّة المهمّة؛ بسبب استخدامه كغذاء، إضافةً إلى أهميته الاقتصاديّة في إنتاج الزيت، ويجدر بالذكر أنّ اليونانيين نجحوا في تدجين النباتات البريّة من أجل الحصول على كميّةٍ أكبر من المواد الغذائيّة.[١٩]

    التجارة في الحضارة اليونانية

    أدّت زيادة عدد السكان في اليونان إلى زيادة الحاجة إلى الطعام، وكان من الصعب زراعة القمح بما يكفي لتغطية متطلّبات الناس من الغذاء؛ وذلك بسبب طبيعة اليونان الجبليّة ومناخها غير المناسب لزراعة القمح؛ لذا تمّ الاستيلاء على مناطق أكثر خصوبةٍ، وتمّ الاعتماد على نظامٍ للتجارة البحريّة، ثمّ ازدهرت التجارة وأصبحت ذات أهميةٍ اقتصاديّةٍ لليونان، فتمّ إنتاج مواد أوليّة في المناطق التي سيطرت عليها اليونان وتحويلها لمنتجاتٍ نهائيّة في المدن اليونانية الكبرى، وتُعدّ المنسوجات الصوفيّة من المنتجات التي تمّ تصنيعها وتصديرها إلى خارج اليونان.[٢٠]

    قامت التجارة اليونانيّة بين الإغريق ومصر ومدن الشرق الأدنى، كما اعتبرت صقليّة مركزاً رئيسيّاً لاستيراد القمح من اليونان، وكان لمدينة بيرايوس الساحليّة في أثينا دور بارز في التجارة وتحقيق الربح الوفير، ومن فوائد ازدهار التجارة اليونانيّة ما يأتي:[٢٠]

    • قيام حملات الإسكندر الأكبر التي ساعدت على تطوير التجارة بريّاً وبحريّاً وامتدادها إلى الهند.
    • شهرة الكثير من الفنانين اليونانيين وجودة أعمالهم، ممّا أدّى إلى زيادة الطلب على منتجاتهم الفنيّة وأهمها الأواني المصنوعة من البرونز والذهب والفضة.
    • انتشار الخدمات المصرفيّة في اليونان بشكل كبير، والسماح للمواطنين بالشراء عن طريق الإئتمان عند السفر.
    • استخدام المقاييس والأوزان القياسيّة.
    • بناء أساطيل بحريّة كبيرة، وأكبر تلك الأساطيل كان في أثينا.
    • ابتكار الأبجديّة اليونانيّة من خلال التفاعل بين التجار.

    المهرجانات والألعاب أثناء الحضارة اليونانية

    كانت المهرجانات إحدى الطقوس المهمّة في الحضارة اليونانيّة، وخصوصاً المهرجانات الدينيّة المخصّصة لعبادة الآلهة، وقد كانت المهرجانات تشمل على العديد من الأنشطة، ومنها ما يأتي:[٢١]

    • المسيرات والمواكب.
    • تقديم القرابين للتقرّب من الآلهة.
    • مسابقات متنوعة في الموسيقا، والشعر، والدراما، وألعاب القوى.
    • منافسات رياضيّة أشهرها الألعاب الأولمبيّة التي أُقيمت على شرف الإله زيوس،[٢١] والتي اعتُبرت أبرز النشاطات المُقامة في المهرجانات على مدى 12 قرناً تقريباً،[٢٢] وألعاب أخرى أُطلق عليها اسم “Pythian” أُقيمت على شرف الإله أبولو في ديليفي.[٢١]