تعرف على فاتح القسطنطينية

نبراسأسئلة تاريخية
تعرف على فاتح القسطنطينية

عناصر المحتوي

    مقالات قد تهمك

     

    نبذه عن سيرة محمد الفاتح مدينة القسطنطينيّة هي إحدى المُدن الكُبرى في الجمهوريّة التركيّة، وتُسمَّى حاليّاً بمدينة إسطنبول، حيث أُطلِق عليها هذا الاسم بعد عام 1922م، وكانت تُسمَّى في عَهد الدولة العُثمانيّة (1453م-1922م) بمدينة الأستانة. ولهذه المدينة تاريخ عريق، ومُوغِل في القِدَم، فقد حَظِيت بمكانة مُهمّة طوال تاريخها، كما كانت منذ نشأتها واحدة من أهمّ المُدن في العالَم، وذلك بحُكم موقعها المُتميِّز؛ كونها تربط بين قارَّتَي آسيا، وأوروبا، وهي اليوم تُمثِّل المركز الثقافيّ، والتجاريّ، والصناعيّ للجمهوريّة التركيّة.[١]

     

    السُّلطان محمد فاتح

    محمد الفاتح هو السُّلطان العُثمانيّ محمد بن السُّلطان مراد الثاني، وهو واحد من أشهر، وأبرز سلاطين الدولة العُثمانيّة، تولَّى حُكم الدولة العُثمانيّة في عام 1451م، وقد أوصاه والده قَبل وفاته بأن يفتح القسطنطينيّة، ففتحها؛ ولذلك عُرِف باسم (محمد الفاتح)؛ إذ إنّه فتح واحدة من أهمّ المُدن، وهي عاصمة الدولة البيزنطيّة التي أُطلِق عليها اسم إسلامبول، والتي تعني بالتركيّة: عاصمة الإسلام، بالإضافة إلى أنّه حوّل كاتدرائيّة القدِّيسة آيا صوفيا إلى مسجد يُصلِّي فيه المُسلمون.[٢]

    مولد محمد الفاتح ونشأته

    وُلِد السُّلطان العُثمانيّ محمد الفاتح في مدينة أدرنة، في 26 من شهر رجب لعام 833 للهجرة، والمُوافق للعشرين من نيسان/أبريل لعام 1429م، حيث ترعرعَ منذ صِغره في أحضان والده السُّلطان مراد الثاني الذي اعتنى، واهتمَّ به جسديّاً، وعقليّاً؛ فدرَّبه على الرماية بالقوس، وركوب الخيل، واستخدام السيف، كما كان يأخذه معه في بعض الأحيان إلى المعارك؛ ليعتادَ على مشاهدة الحروب، وتحرُّكات الجنود المُقاتِلين، وليتعلَّمَ فنون القتال، وقيادة الجيش. ومن الجدير بالذكر أنّ السُّلطان مراد الثاني كلَّف أفضل الشيوخ، والأساتذة؛ لتعليم ابنه محمد الثاني؛ فكان الملا أحمد بن اسماعيل الكوراني هو أوّل مُعلِّمي محمد الفاتح، كما أنّه تتلمذ على يد الشيخ ابن التمجيد، والشيخ سراج الدين الحلبي، والشيخ خير الدين، بالإضافة إلى مُعلِّمي الجغرافيا، والرياضيّات، والفَلَك، والتاريخ، واللغات.[٣]

     

    صفات محمد الفاتح

    وُصِف السُّلطان العُثمانيّ محمد الفاتح بالعديد من الصفات الحميدة، ومنها أنّه كان: كريماً، وخلوقاً، وواثقاً من نفسه، كما كان شديد الذكاء، وسريع البديهة، وقادراً على تحمُّل المَشاقِّ، والصِّعاب، ومُحافِظاً على صلاته في المسجد؛ حيث كان نادراً ما يُؤدّي الصلاة في غير مسجدٍ جامع، بالإضافة إلى أنّه كان طموحاً، ومُحِبّاً للتفوُّق، ومُجالسة رجال الأدب، ورجال الفِكر، والعُلماء، والفلاسفة، والشُّعراء؛ فلا تكاد مجالسه تخلو من وجود أحدهم؛ نظراً لأنّه كان يجد المُتعة، والسعادة في مُجالَستهم، ومُناقَشتهم، والاستماع إليهم، ومن الجدير بالذكر أنّ محمد الفاتح كان مُحِبّاً للفنون، ومنها: الموسيقى، والرَّسم، علماً بأنّه كان حافظاً للشعر، ومُتذوِّقاً للأدب، ومُهتَمّاً بدراسة الفَلَك، ومُحِبّاً للقراءة. أمّا في ما يتعلَّق بالصفات الجسديّة لمحمد الفاتح، فمنها أنّه كان قمحيَّ البشرة، ومَتين العضلات، ومُتوسّط الطول، وذا بَصَر ثاقب، وكان يُتقن ركوب الخيل، واستخدام السَّيف في القتال.[٣]

    وفاة محمد الفاتح

    في 26 من شهر صفر لعام 886 هجريّة، انتقل السُّلطان محمد الفاتح من مدينة إسطنبول عاصمة الدولة العُثمانيّة إلى مدينة أسكدار، وكان حينها يُعاني من ألم خفيف، إلّا أنّ هذا الألم اشتدَّ عليه أثناء السَّفَر؛ فأصبح بطيء الحركة، وثقيل الوَطء، واستمرَّ على ذلك إلى أن وافته المَنيّة، وانتقل إلى جِوار ربّه، وكان ذلك في ليلة الجمعة الموافقة للخامس من شهر ربيع الأوّل لعام 886 هجريّة؛ والمُوافقة للثالث من أيّار/مايو لعام 1481م، حيث بلغ آنذاك الحادية والخمسين من عُمره، وكان قد أتمَّ نحو 31 سنة في حُكم الدولة العُثمانيّة، تمكَّن فيها من تحقيق العديد من الانتصارات، والفتوحات، كما تمكَّن من فَتح عَهد جديد في العالَم الإسلاميّ.[٣]

    فتح القسطنطينية

    خضعت القسطنطينيّة في عام 330م لحُكم البيزنطيّين، وأصبحت ضمن الإمبراطوريّة البيزنطيّة، ومثَّلَت عاصمتها، وأجمل مُدُنها، وقد بدأت أنظار المسلمين تتّجه نحوها منذ بداية العصر الأمويّ؛ وذلك لفَتَحها، واستغلال موقعها الجغرافيّ المُتميِّز، حيث كانت أولى محاولات المسلمين لفَتح القسطنطينية على يد القائد المُسلم معاوية بن أبي سفيان الذي أعدَّ جيشاً ضخماً في عام 669م، وبدأ بحصار القسطنطينيّة، إلّا أنّ جيشه سرعان ما استسلم، وفشل في دخول المدينة؛ بسبب قوّة التحصين، وبرودة الطقس التي لم يعتَد عليها المسلمون. وفي عام 674م، عاد المسلمون إلى حصار المدينة مدّة سبع سنوات، إلّا أنّ قوّة العتاد لديهم مُقارنة بالبيزنطيّين حالَت دون دخول المسلمين؛ فقد استخدموا سلاح (النار الإغريقيّة)، وقذفوا بها سُفُن المسلمين، ممّا أدّى إلى إحراقها، وإغراقها، واستمرَّت بعد ذلك محاولات المسلمين في حصار، وفَتْح القسطنطينيّة، ولكن دون جدوى.[٤]

    وظلَّت القسطنطينيّة صامدة أمام محاولات المسلمين في فَتحها إلى أن جاء عهد السُّلطان العُثمانيّ محمد الثاني بن السُّلطان مراد الثاني، والذي كان يحلم، ويتطلَّع منذ صغره إلى فتح القسطنطينيّة، حيث بدأ فور تولّيه حُكم السلطنة العُثمانيّة بالتخطيط، والترتيب؛ لفَتح القسطنطينيّة؛ فحرص على تقوية جيشه إلى أن وصل عدده إلى نحو رُبع مليون مجاهد، وتدريبهم على فنون القتال، وإعدادهم إعداداً معنويّاً قويّاً، كما بدأ التمهيد؛ للفَتح ببناء قلعة ضخمة سُمِّيَت (قلعة روملي) التي أنشأها مقابل القلعة التي أنشأها السُّلطان بايزيد في أضيق نقطة من مضيق البوسفور، وأصبح محمد الثاني من خلال القلعتَين يتحكَّم في عبور السُّفُن من شرق المضيق إلى غربه، كما أنّه أصبح يستطيع من خلالهما قَصف السُّفُن القادمة من المناطق المُجاورة للقسطنطينيّة. ومن الجدير بالذكر أنّه حرص قَبل هجومه على القسطنطينيّة على عَقْد المُعاهدات، والاهتمام بالأسطول، وجَمع الأسلحة اللازمة، وتمهيد الطُّرق؛ للهجوم عليها، فبدأ بالهجوم على المدينة، واتَّبع أسلوب الكَرِّ، والفَرِّ، واستمرَّ على ذلك إلى أن تحقَّق له مُراده في يوم الثلاثاء الموافق للعشرين من جُمادى الأولى لعام 857 للهجرة؛ والموافق للتاسع والعشرين من ايّار/مايو لعام 1453م، حيث دخل القسطنطينيّة فاتحاً، وسُمِّي حينها بمحمد الفاتح.[٤]