وفاة توت عنخ آمون
عناصر المحتوي
مقالات قد تهمك
نبذه عن مقبرة توت عنخ آمون أحد فراعنة مصر القدماء من الأسرة الثّامنة عشر، تولى حكم مصر وهو في سن التّاسعة من عمره في عصر الدولة الحديثة في الفترة الواقعة ما بين 1334-1325ق.م، ولصغر سنّه فقد كان له مساعدان هما حور محب وأى. اسم توت عنخ آمون باللغة المصرية القديمة يعني الصورة الحيّة للإله آمون؛ وهو كبير آلهة مصر القديمة، وقد جاء حكم توت عنخ آمون بعد انتهاء حكم أخناتون الذي حاول توحيد الآلهة القديمة في صورة إله واحد، أمّا توت عنخ آمون فقد أعاد العبادة في مصر إلى سابق عهدها؛ أي عبادة آلهة متعددة. يُعدّ توت عنخ آمون هو الفرعون الذّهبي لمصر القديمة وأشهر الفراعنة فيها، وقد جاءت هذه الشّهرة من كنوزه التي تم العثور عليها في مقبرته دون تلف، بالإضافة إلى اللغز الذي أحاط بوفاته.[١][٢]
تزوج توت عنخ آمون من ابنة نفرتيتي، وهي عنخ أس أن با آتون أخته غير الشّقيقة، وبعد أن تولى العرش بعامين غيّر اسمه من توت عنخ آتون إلى توت عنخ آمون، وبهذا تغير اسم زوجته إلى عنخ أس أن آمون، ولم يُعرَف السبب وراء هذا التغيير؛ إن كان رغبةً منه في العودة إلى عبادة الإله آمون، أو لأنّه تعرض إلى ضغوطات من مساعديه، ومن الجدير بالذكر أن توت عنخ آمون وزوجته قد عاشا حياة رفاهية مليئة بالحب، وهذا ما أكّدته لنا الآثار والمقتنيات التي وُجِدت في مقبرته.[١]
موت توت عنخ آمون
تُوفّي توت عنخ آمون وهو في سن التاسعة عشرة في ظروف غامضة؛ حيث عدّ الكثيرون أن وفاته لم تكن طبيعية؛ خاصّة مع وجود آثار لكسور في الجمجمة وعظام الفخذ وزواج أرملته من وزيره الذي نصّب نفسه فرعوناً بعد وفاته.[٢] في عام 1968م حصل العالم البريطاني روبرت كونولي على عينة من جلد الفرعون الذّهبي توت عنخ آمون، وأجرى العلماء فيما بعد تجارب كيمائيّة عليها، أشارت نتائجها إلى تعرض المومياء إلى الحروق بسبب خلل في التّحنيط،[٣] إلّا أنّ سبب وفاة توت عنخ آمون يعدّ أمراً مُختلفاً فيه؛ فقد ظهرت نظريات ترجح مقتله وأنّ وفاته لم تكن وفاة طبيعيّة، وقد أُجرِيت دراسة في الثّامن من آذار/مارس من عام 2005م على مومياء توت عنخ آمون باستخدام التّصوير الحاسوبي الشريحي ثلاثي الأبعاد، على أثرها صرّح عالم الآثار الدكتور زاهي حواس بأن وفاة توت عنخ آمون هي وفاة طبيعيّة، وأنّه لا يوجد أي دليل على تعرّضه لمؤامرة أدت إلى مقتله.[٢]
وضح عالم الآثار المصري زاهي حواس أنّ الفتحة الموجودة في جمجمة توت عنخ آمون ليست كما كان يُعتقد في السّابق بسبب ضربة على رأسه، بل هي من أجل التّحنيط، وأنّ الكسر الموجود في عظم الفخذ الأيسر له ليس دليلاً على اغتياله إنما هو كسر قد تعرض له قبل وفاته، كما ذكر أيضاً أنّ وفاته قد تكون بسبب إلتهاب ناتج عن هذا الكسر،[٢] وقد كان هناك اعتقاد آخر يرى أنّ وفاته جاءت بسبب إصابته بالملاريا أو مرض فقر الدم المنجلي، وقد تحدث البعض عن إصابته بمرض كوهلر الذي يمنع وصول الدم إلى العظام.[٣]
جاء التّقرير النّهائي لفريق علماء الآثار المصري الذي يتعلق بوفاة توت عنخ آمون ليبيّن السبب الحقيقي لوفاته، إذ إنّ وفاته كانت بسبب تسمم في الدم ناتج عن كسر في عظم الفخد الأيسر، مما أدّى فيما بعد إلى موت الأنسجة والخلايا وتحللها، وهو ما يُعرَف بالغرغرينا (بالإنجليزية: Gangrene)؛ وذلك بسبب إفراز العضلات الميتة أنزيماتٍ لعدم وصول الأكسجين إليها من خلال الدم.[٢]
مقبرة توت عنخ آمون
أثناء الحفريات التي أجراها عالم الآثار هوارد كارتر بالقرب من المدخل المؤدي إلى قبر الملك رمسيس الرّابع في منطقة وادي الملوك، اكتُشِفت مقبرة توت عنخ آمون، حيث وجد هوارد كارتر أثناء الحفريات وجود قبو كبير، ومع الاستمرار في الحفر وصل إلى غرفة توت عنخ آمون التي تضم ضريحه، وكان ذلك في الرّابع من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1922م، وقد كان هذا الاكتشاف ضجة إعلامية على مستوى العالم؛ نظراً للعثور على مومياء توت عنخ آمون كاملة مع جميع زينتها وكنوزها من تاج، وعصيّ، وقلائد، وخواتم، وجميعها من الذّهب الخالص والأبانوس.[٤]
وحسب العقائد الدّينيّة والجنائزيّة عند المصريين القدماء والتي تم توضيح الكثير منها بعد اكتشاف قبر توت عنخ آمون، فإنّ الملك يُدفَن مع كل أشيائه وأغراضه الشخصيّة التي استعملها منذ طفولته وحتى وفاته، وفي مقبرة توت عنخ آمون عُثِر على الكثير من الأغراض الخاصة بالملك من ألعاب، وأدوات للكتابة، وألوان، كما عُثِر على مجموعة كبيرة من الكنوز، أهمّها:[٥]
- التّوابيت والقناع الذّهبي: من الكنوز المهمة التي عثر عليها هي توابيت توت عنخ آمون؛ أحد هذه التّوابيت يصل وزنه إلى 110كغ فأكثر وهو من الذهب، بالإضافة إلى تابوتين خشبيّين مغطيين بالّذهب، أما القناع الذّهبي الذي غطّى وجه موميائه، فقد زُيِّن بأحجار شبه كريمة، ووصل وزنه إلى 11كغ.
- قلادة إله الشّمس: تُعدّ قلادة إله الشّمس من أجمل ما وُجِد من مجوهرات خاصة بالملك توت عنخ آمون، ولهذه القلادة علاقة وثيقة بتتويج ملك جديد لحكم مصر القديمة، وتوجد هذه القلادة حاليّاً مع مجموعة من مجوهراته في المتحف المصري في مدينة القاهرة.
- بوق توت عنخ آمون: من الكنوز الّتي عثر عليها هوارد كارتر في مقبرة توت عنخ آمون بوق فضي وآخر نحاسي، ويعدّ البوق آلة موسيقيّة تستخدم في الاحتفالات العسكريّة والحروب.
- تماثيل توت عنخ آمون: وجد في مقبرة الملك توت عنخ آمون مجموعة من التّماثيل له و لآلهة العالم الآخر وصل عددها إلى 32 تمثالاً وجميعها صنعت من الخشب المذهب.
- مجوهرات توت عنخ آمون: من المقتنيات الخاصة التي عثر عليها في مقبرة توت عنخ آمون مجموعة من الخواتم والصّدريّات والأقراط والأساور المذهبة والمزينة بالأحجار شبه الكريمة، وقد بلغ عددها 143 قطعة.