الوقايه من حساسية الارتكاريا

نبراسأمراض الحساسية
الوقايه من حساسية الارتكاريا

عناصر المحتوي

    مقالات قد تهمك

    كيفية علاج حساسية الأرتكاريا (بالإنجليزية: Urticaria or Hives)، أو الشرى، أو الشرية تعرف على أنها انتشار نتوءات أو بثرات جلديّة ذات لون أحمر باهت إما نتيجة لردة فعل الجسم المناعية تجاه مسببات التحسس (بالإنجليزية: Allergin)، أو بدون سبب معروف فعليًّا، وعادةً ما يصاحبها وجود حكّة، كما قد تسبب الشعور باللسع أو الحرق أحيانًا، وفي الواقع تظهر حساسية الأرتكاريا بشكل مفاجئ في أماكن مختلفة من الجسم بما في ذلك الوجه، والشفتان، واللسان، والأذنان، والحلق، ويتفاوت حجم الأرتكاريا من حجم صغير كحجم ممحاة قلم الرصاص إلى حجم صحن الطعام، وقد تجتمع لتشكل مساحات أكبر على الجلد تسمّى باللويحات (الرّقع) (بالإنجليزية: Plaques)، ومن الجيد القول إنّ الأرتكاريا قد تستمر لفترة زمنية تصل لعدة ساعات وحتى أقل من يوم واحد قبل أن تتلاشى.[١]

     

    وبالحديث عن الأرتكاريا فإنّه يجدر الإشارة إلى ما تُعرف بالوذمة الوعائية (بالإنجليزية: Angioedema)، إذ يعتبر كلٌّ منهما من الحالات الجلدية شائعة الحدوث، وقد تكون الوذمة الوعائية مرافقة لظهور الارتيكاريا أو قد تظهر الوذمة الوعائية وحدها، حيث تتمثّل بانتفاخ الطبقات العميقة من الجلد، وغالبًا ما يكون ذلك حول منطقة الشفتين والوجه، وفي الحقيقة إنّ كليهما غير مؤذيين في معظم الأحيان، ولا يتركان أي علامات دائمة حتى في حال عدم استخدام أي علاج لهما، حيث تزول هذه الحالات في غضون يوم واحد.[٢]

    ووفقًا لما نُشِر في مجلة الحساسية والربو وعلم المناعة للأبحاث العلمية (بالإنجليزية: Allergy, Asthma & Immunology Research journal) في عام 2017، فإنّه من المقدر بأنّ ما نسبته 15-23% من البالغين قد عانوا من الإصابة من نوبة واحدة من الشرى الحاد (بالإنجليزية: Acute Urticaria) على الأقل خلال حياتهم، في حين كانت نسبة الإصابة به لدى الأطفال 1-14.5% تقريبًا، أمّا بالنسبة للإصابة بالشرى المزمن (بالإنجليزية: Chronic Urticaria) فإنّها تقدر ب 0.5-5% من البالغين، غير أنّ المعلومات لم تكن كافية حول نسب الإصابة به لدى الأطفال، وسنتحدث عن هذه الأنواع بالتفصيل لاحقًا.[٣]

    أعراض حساسية الارتكاريا

    قد تتضمن أعراض الأرتكاريا إحدى التالية:[٤]

     
    • الحكة.
    • الانتبار (بالإنجليزية: Wheal or Welt) وهو انتفاخ في سطح الجلد على شكل بقع حمراء أو بقع بلون الجلد، يتميز بحواف واضحة ومحددة، والتي من الممكن أن يزداد حجمها، أو أن تنتشر، أو حتى تتجمع معًا لتشكّل مساحات أكبر.
    • تغيّر شكل البقع الجلدية، أو اختفائها، أو ظهورها مرة أخرى خلال دقائق إلى ساعات، وفي الواقع من غير المألوف أن تدوم النوبة أكثر من 48 ساعة.

    أسباب وأنواع حساسية الارتكاريا

    يُعزى سبب حدوث الأرتكاريا غالبًا إلى تفاعلات الجلد التحسسية (بالإنجليزية: Allergic reactions)؛ إذ يُظهر الجهاز المناعي لجسم الإنسان ردة فعل مناعية مبالغ بها عند تعرضه لمواد كيميائية محددة تعرف بمسببات التحسس، والتي قد تكون موجودة في البيئة المحيطة، أو في الطعام، أو في بعض أنواع الأدوية، أو الحشرات، أو حتى النباتات، أو مصادر أخرى، ويمكن أن تؤثر مسببات التحسس هذه في الإنسان عند استنشاقها، أو لمسها، أو حقنها في الجسم، أو استهلاكها، وعلى الرغم من أنّ غالبية الناس لا يتأثرون من هذه المواد، إلّا أنّ هناك بعض الأشخاص يظهرون رد فعل تحسسي عند التعرض لها، وتجدر الإشارة إلى أنّ سبب حساسية الاتكاريا قد يُعزى أيضًا لأسباب أخرى غير رد الفعل التحسسي؛ فقد يعود سبب حدوثها إلى اضطرابات المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune disorders) التي تتمثل بوجود خلل في تمييز الجهاز المناعي لأنسجة الجسم، بحيث يتم تصنيفها على أنّها أنسجة غريبة ومن ثم مهاجمتها، ومن جانب آخر يمكن القول إن تناول بعض الأدوية قد يسبب حدوث الأرتكاريا مباشرة دون إحداث رد فعل تحسسي، ومن الأسباب الأخرى التي لم يُعرَف حتى الآن كيفية تسببها بحدوث الأرتكاريا بدقة: الشعور بالإجهاد (بالإنجليزية: Emotional stress) إضافة إلى بعض الحالات كالتعرض للحرارة أو الضوء،[٥] ويصنّف الأطباء الأرتكاريا أو الشرى عادةً إلى الأنواع التالية:[٦]

    • الشرى الحاد: (بالإنجليزية: Acute urticaria) الذي يستمر لأقل من 6 أسابيع، ويمكن بيان الأسباب الأكثر شيوعًا لهذا النوع فيما يأتي:
      • الطعام؛ كالمكسرات والأسماك والطماطم والتوت الطازج.
      • الأدوية؛ كالأسبيرين، وبعض مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal Anti-Inflammatory Medications) كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، و بعض أدوية علاج الضغط المرتفع من عائلة مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: ACE inhibitors)، إضافة إلى مسكنات الآلام كالكوديين (بالإنجليزية: Codeine).
      • أسباب أخرى؛ كالعدوى، ومادة اللاتكس (بالإنجليزية: Latex)، إضافة إلى لدغ الحشرات، والإصابة بأمراض أخرى في الجسم.
    • الشرى المزمن: (بالإنجليزية: Chronic Urticaria) حيث يستمر لأكثر من 6 أسابيع، ويكون تحديد مسببات هذا النوع أكثر صعوبة من النوع الحاد، وفي الغالب يكون سبب حدوثه غير معروف.
    • الشرى الفيزيائي: (بالإنجليزية: Physical Urticaria) الذي يتمثل بالتحفيز البدني الفوري للجلد جراء التعرض لظروف معينة مثل البرودة، أو الحرارة، أو الشمس، أو الضغط، أو التمارين الرياضية، أو عند التعرق، أو أسباب أخرى، حيث تحدث معظم حالات هذا النوع خلال الساعة الأولى من التعرض لإحدى هذه المسببات، وعادة ما يظهر في نفس المكان الذي تم تحفيزه من الجلد ونادرًا ما يظهر في أماكن أخرى.

    عوامل خطر الإصابة بحساسية الارتكاريا

    توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بحساسية الأرتكاريا عند التعرض لها، نذكر منها:[٢]

    • الإصابة المسبقة بالأرتكاريا.
    • المعاناة من أي تفاعل تحسسي آخر.
    • وجود تاريخ عائلي للمعانة من حساسية الأرتكاريا.

    الوقاية من حساسية الارتكاريا

    توجد العديد من النصائح التي يوصى باتباعها للتقليل من احتمالية الإصابة بالأرتكاريا ويمكن بيان هذه النصائح فيما يأتي:[٧]

    • تجنّب التعرض للمواد المسببة أو المحفزة للتحسس، خاصة في حال معرفة المسبب نتيجة التعرض له مسبقًا.
    • الاستحمام وتغيير الملابس في حال التعامل مع الحيوانات أو التعرض لحبوب اللقاح، في حال كانت مسببة لحدوث الأرتكاريا مسبقًا.

    تشخيص حساسية الارتكاريا

    إنّ تحديد سبب الأرتكاريا قد يكون صعبًا خاصة تلك الموجودة منذ أكثر من ستة أسابيع، ويمكن لأخصائي الأمراض الجلدية تشخيص الأرتكاريا من خلال إجراء الفحص البدني وملاحظة جلد المصاب، ومراجعة التاريخ الطبي الخاص به، وقد يطرح الطبيب العديد من الأسئلة عليه، كما يمكن اللجوء إلى إجراء العديد من الاختبارات، بما فيها اختبارات الحساسية، واختبارات الدم، وخزعة الجلد والمتضمنة إزالة قطعة صغيرة من الجلد المصاب بحيث يمكن فحصه تحت المجهر.[٨]

    علاج حساسية الارتكاريا

    في الحقيقة معظم حالات الأرتكاريا لا تحتاج للعلاج؛ نظرًا لأن الأعراض عادة ما تكون خفيفة وغالبًا ما تتحسن في غضون أيام قليلة،[٩] ويمكن اتّباع النصائح والإرشادات التالية من للتخفيف من هذه الأعراض:[١٠]

    • تجنب مسببات التحسس، من الأطعمة، وحبوب اللقاح، ووبر الحيوانات الأليفة، ولسعات الحشرات وغير ذلك ممّا تمت الإشارة إليه أعلاه، وفي حال تسبب أحد الأدوية بحدوث طفح جلدي فإنّه يجب إيقاف تناوله مع ضرورة إعلام الطبيب بذلك.
    • تغطية المنطقة المصابة بمنشفة باردة أو الاستحمام بماء بارد، لتهدئة المنطقة ومنع الخدش.
    • تجنب التعرض للشمس عند الخروج والجلوس في الظل لتخفيف الانزعاج.
    • ارتداء ملابس ناعمة قطنية وواسعة، والابتعاد عن الملابس الصوفية والضيقة أو الخشنة، وذلك لتجنب تهيج الجلد.
    • استخدام العديد من الأدوية لعلاج الحكّة والتي يمكن بيانها فيما يأتي:
      • مضادات الحكّة (بالإنجلزية: Anti-itching drugs) التي تساعد على التخفيف من الحكة والانتفاخ، كمضادات الهستامين التي تؤخذ عبر الفم (بالإنجليزية: Oral antihistamine)؛ مثل لوراتادين (بالإنجليزية: Loratadine)، وسيتريزين (بالإنجليزية: Cetirizine)، وديفينهيدرامين (بالإنجليزية: Diphenhydramine)، إضافة إلى ديسلوراتادين (بالإنجليزية: Desloratadine)، وفيكسوفينادين (بالإنجليزية: Fexofenadine)، وهيدروكسيزين (بالإنجليزية: Hydroxyzine)، وليفوسيتيريزين (بالإنجليزية: Levocetirizine)، حيث يوصى باستخدامها بشكل منتظم بدلاً من استخدامها عند الحاجة حتى تعطي نتائج أفضل، وهنا يجدر الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الأنواع قد تسبب النعاس لذا يمكن التواصل مع الصيدلاني لاختيار النوع الأنسب، ويجدر التنبيه على عدم استخدام مضادات الهستامين الموضعية كالكريمات التي قد تسبب تحسس الجلد وتزيد الحكة.[١٠][١١]
      • الستيرويدات القشرية (بالإنجليزية: Corticosteroids) التي تؤخذ عبر الفم كالبريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)، والتي يتم وصفها في حال كانت الأعراض شديدة أو لم يستجب الجسم للأدوية السابقة، حيث يتم وصفها لأقل فترة ممكنة، نظرًا لأنّها قد تسبب أعراضًا جانبية عدة قد تكون خطِرة أحيانًا في حال تم وصفها لأكثر من 3 أو 4 أسابيع، ويجدر التنويه إلى أنّ الستيرويدات القشرية الموضعية كالكريمات غير مفيدة في هذه الحالات.[١١]
      • الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline) أو الإبينيفرين (بالإنجليزية: Epinephrine) الذي يعطى للحالات الشديدة، ومن الجدير بالذكر أنه ينصح بحمل قلم الأدرينالين ذاتي الحقن (بالإنجليزية: Self-injecting adrenaline pen) لاستخدامه مباشرة في حالات التحسس الطارئة.[١١]
      • مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants) مثل الدوكسيبين (بالإنجليزية: Doxepin) والذي يعتبر من مضادات الهستامين الفعّالة تستخدم أحياناً لعلاج الشرى المزمن عند بعض البالغين.[١١]
      • استخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (بالإنجليزية: Monoclonal antibody) مثل أوماليزوماب (بالإنجليزية: Omalizumab) لعلاج الحالات المزمنة التي لم تستجب للعلاجات السابقة.[١١]
      • استخدام المثبطات المناعية (بالإنجليزية: Immunosuppressive drugs) مثل دواء سايكلوسبورين (بالإنجليزية: Cyclosporine) ودواء تاكروليمس (بالإنجليزية: Tacrolimus) في حالات الشرى المزمن.[١٢]