عدد الأيام التي ظل سيدنا إبراهيم وسط نيران النمرود؟ سؤال تحير فيه العديد من الفقهاء واختلفت فيه الآراء، نظرًا لكونها معجزة إلهية كبيرة، تثبت قدرة الله سبحانه وتعالى في كونه الواحد الأحد القادر على نجاة عبادة المؤمنين، حيث حفظ نبيه ورسوله داخل النار من التعرض للاحتراق أو الإصابة أو الضرر، مما أثبت بطلان ما يدعيه الكافرون وحقيقة دعوة إبراهيم.
نبذة عن نبي الله إبراهيم
- اسمه هو إبراهيم ابن تارخ ابنْ ناخور اِبن ساروغ اِبن أرغو ابن فالغ اِبن غابر ِبن شالخ ِبن قينان من ولد أرفخشذ من ولد سام اِبن نوح عليه السلام،
- وُلِد إبراهيم في بابل، وقيل في مدينة الأهواز، وقيل بدمشق، وقيل في حرّان.
- وذلك في زمن حكم الملك النمرود المستبدّ.
- قد اصطفى الله -سبحانه وتعالى إبراهيم -عليه السلام-وآتاه النبوّة.
- فبعثه ليقوم بهداية قومه ويخرجهم من الظلمات إلى النور، من خلال أمرهم بترك عبادة الأوثان والتوجه لعبادة الله وحده بدون شريك.
مكانة وصفات نبي الله إبراهيم
- تأتي مكانة نبي الله إبراهيم -عليه السلام-لدى المسلمين من مكانته عند الله التي حباه بها.
- إبراهيم -عليه السلام-هو أحد أُولي العزم من الرُّسل أصحاب الابتلاءات الشديدة.
- وهم بالترتيب النبي نوح، وإبراهيم، والنبي موسى، وعيسى، والرسول محمد -صلوات الله عليهم-.
- من عظم مكانته أنّ الله -سبحانه تعالى-كلّفه بأن يكون للناس إمامًا، وهي مهمّة غاية في الصعوبة لا يستطيع تحملها إلّا من يستطيع أن يصبر عليها ويستحقّها.
- كما وصف الله سبحانه وتعالى إبراهيم بالأمّة، والتي تعني الشخص الجامع لكافة خصال الخير.
- والذي يقوم بإرشاد الناس، والذي يُعين على الخير.
- كما أن له مكانة عظيمة كركن أساسي في صلاة المسلمين.
- وهي صيغة الصلاة الإبراهيمية التي يتم تلاوتها أثناء التشهد الأول والثاني.
أهم صفاته التي وصفه بها الله في القرآن الكريم ما يأتي:
- حنيفًا سَمحًا، كما في قوله تعالى-: ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ)،.
- لذلك وصف الله سبحانه وتعالى كل من يعرض عن ملّة نبي الله إبراهيم بأنّه سفيه.
- حليمًا منيبًا، كما في قوله تعالى: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ)، حليم بمعنى أنه لا يتعجّل إنزال العقاب على غيره، بل يسارع في العفو عنهم، ومُنيب بمعنى أنه كثير الرجوع والإنابة إلى الله.
- سليم القلب، كما في قوله تعالى: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيم) أي بقلب لا يوجد فيه ذرة شرك بالله، فقد كان يخلص في التوحيد لله الواحد الأحد.
- كريمًا مِضيافًا، كما في قوله تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ)، حيث سارع في إكرام ضيوفه قبل حتى أن يتعرف عليهم.
- راشدًا، كما في قوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رشْدَه مِن قَبْل وَكنَّا بِهِ عَالِمِينَ)، فقد ميزه الله سبحانه وتعالى بالرشد منذ صغيرا سِنه، وتجلت صور هذا الرشد في تدمع على فعل الصغائر، وبحلمه على كل من يخطئ بحقه.
- صِدّيقًا، اكتسب نبي الله هذه الصفة نتيجة لكثرة تصديقه للحق حتى أصبح مشهوراً به.
- قويًّا بصيرًا، كما في قوله تعالى-: (وَاذْكرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقوبَ أولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَار)، فكان قوي البنية، وقوي في طاعة الله، وبصير في دين الله.
- عالِماً قويّ الحُجّة، وصابر وثابت على الحقّ، ومُطيع لأوامر الله.
كم عدد الأيام التي ظل إبراهيم وسط نيران النمرود؟
- النمرود هو أحد أكثر الملوك شرًا وظلمًا، حيث كان يُجبر الناس على عبادته من دون الله ويطعمهم ويسقيهم مقابل اعترافهم بأنه الرب والإله.
- عندما قام إبراهيم عليه السلام برفض دعوته تلك، قام بإلقائه في النيران.
- تبلغ المدة التي قضاها إبراهيم وسط نيران النمرود مع اختلاف العلماء في تحديدها، إلا إنها تبلغ في معظم الآراء ثلاثة أيام.
- لكن سيدنا إبراهيم قضى هذه المدة في حفظ من الله ورعايته.
- حيث يقال إن جبريل عليه السلام كان ينزل إلى إبراهيم ويأتيه بأمر الله بكل ما لذ وطاب من مأكولات وفاكهة الجنة.
قصة نبي الله إبراهيم مع النمرود
بعد معرفة إجابة سؤال كم عدد الأيام الذي ظل سيدنا إبراهيم وسط نيران النمرود؟ علينا أن نعرف لماذا قام النمرود بإلقاء سيدنا إبراهيم في النار؟
- هو النمرود اِبن كنعان اِبن كوش من ولد سام بن نوح، من أطغى ملوك الدنيا.
- استمر حكمه مدة أربعمائة عام، أمتلك فيها الكثير من المال.
- الذي قام باستخدامه في تسخير الناس له وجلبهم على الاعتراف بألوهيته رغم عنهم.
- أثناء هجرة سيدنا إبراهيم عليه السلام، دخل بلاد النمرود.
- فسأله عما إذا ما كان يؤمن بأنه هو الرب، والطبع وجاء رد نبي الله بالنفي الكامل.
- أخبر نبي الله النمرود أن الله هو واحد أحد يحيي ويميت َهو على كل شيء قدير، أثار هذا القول غضب النمرود.
- وقال بل أنا الذي يحيي ويميت، فجاء برجل مسجون لديه وأمر بقتله، وجاء بأخر وأمر بتركه حيًا.
- لم يعير إبراهيم لذلك اهتمامًا بل قال له أن الله يطلع الشمس من المشرق.
- فأتي أنت بها من المغرب، فبهت هناك النمرود.
إلقاء النمرود لسيدنا إبراهيم في النيران
- عندما لم يستطع النمرود الرد على سؤال إبراهيم، فأمر بأن يلقى في النيران ليحترق.
- فقام بإشعال النار لمدة ثلاثة أيام كاملة، حتى اشتدت وسميت بالسعير.
- لم يستطع أي مخلوق من الاقتراب من هذه نيران لعظمها وشدتها.
- وقد قام جنود النمرود بإلقاء إبراهيم بداخلها عن طريق استخدام المنجنيق، لعدم قدرتهم على الاقتراب منها.
- قد كان إبراهيم عليه السلام يستمر في قول (لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين، لك الحمد، ولك الملك، لا شريك لك).
- فحماه الله سبحانه وتعالى من شر هذه النيران.
- وخرج منها بعد ثلاثة أيام سالمًا لم يصبه مكروه، وما أصابت النار سوى قيده فأحرقته.
ألقاب نبي الله إبراهيم
لقب سيدنا إبراهيم عليه السلام ببعض الألقاب التي توضح فضله بين الأنبياء ومنها:
خليل الله
- وصفه الله -سبحانه وتعالى-في العديد من مواضع القرآن الكريم بأنّه صَفيه وخليله.
- وتعني الخلّة في اللغة الصداقة، وهي تبين تخلُّل المحبة داخل القلب وتمام الاختلاط به.
- وقد وصِف نبي الله إبراهيم بذلك بسبب خلو قلبه من أيّ شيء عدا مَحبّة الله، فلا يوجد داخل قلبه شريك في مَحبّة الله.
أبو الأنبياء
- لقب نبي الله إبراهيم بذلك حيث كانت في معظم ذرّيته النبوّة والكتاب.
- فكل من ذكِر في آيات القرآن الكريم من أسماء الأنبياء هو من نَسل نبي الله إبراهيم -عليه السلام-ما عدا ثمانية رسل فقط.
- وهم: نبي الله آدم، نبي الله إدريس، شيخ الأنبياء نوح، نبي الله هود، نبي الله يونس، نبي الله لوط، ونبي الله صالح -عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
زوجات نبي الله إبراهيم
- تزوّج نبي الله إبراهيم أربع نساء، الأولى هي السيدة سارة بنت عمّه هاران.
- والثانية هي السيدة هاجر الجارية المصريّة هديّة ملك مصر للسيدة سارة.
- والثالثة فكانت تدعى قنطورا بنت يقطن، والرابعة هي حجون بنت أمين.
أبناء نبي الله إبراهيم
- ابنه إسماعيل أكبر أبنائه وأعظمهم مكانة، ووالدته هي السيدة هاجر، كان رسولًا نبيًا، وتوفِّي بعمر المائة وسبعة وثلاثون عام.
- نبي الله إسحاق وأمّه هي السيدة سارة، ولد بعد أربعة عشر سنة من ولادة إسماعيل.