قصة سيدنا ابراهيم في القران الكريم

فريق الموقعرسل وأنبياء

قصة سيدنا ابراهيم في القران الكريم

عناصر المحتوي

    مقالات قد تهمك


    قصة سيدنا ابراهيم في القران الكريم


    قصة سيدنا ابراهيم في القران الكريم، سيدنا إبراهيم عليه السلام هو خليل الله، فضله الله على كثير من خلقه واصطفاه برسالته، فقد كان يعيش في قوم يعبدون الكواكب، لكنه لم يكن راضٍ عن ذلك، فقد كان يشعر في قرارة نفسه أن هناك إلهًا أعظم.

    حتى هداه الله وأخذ يدعو قومه ليعبدوا الله إلهًا واحدًا، لكنهم لم يصدقوه وحاولوا إحراقه، ولكن الله تعالى نجاه من بين أيديهم، واصطفاه وجعل من نسله الأنبياء، وسنقوم في هذا الموضوع باستعراض قصة سيدنا ابراهيم لكم بما فيها من عبر ومعجزات.

    نشأة إبراهيم عليه السلام

    ولد إبراهيم في عصر كان الناس فيه ينقسمون لثلاثة فئات، فئة تعبد الكواكب والنجوم والشمس والقمر، وفئة تعبد الأصنام والتماثيل الخشب والأحجار، وفئة تعبد الملوك والحكام.

    وفي هذا الحال نشأ إبراهيم في أسرة لم يكن رب تلك الأسرة كافرًا عاديًا من عبدة الأصنام، لكنه كان صانعًا لتلك الأصنام بيديه، وتختلف الأقاويل أن أباه مات قبل ولادته، فكان عمه بمثابة الأب له، وقيل أيضًا أن أباه لم يمت وكان آزر هو والده حقًا.

    وقيل أيضًا أن آزر اسم صنم كان والده مشهورًا بصناعته، كانت أسرته لها مكانة متميزة في المجتمع، أسرة مرموقة فوالده أعظم نحات لتماثيل الآلهة، من هذه الأسرة المقدسة يولد طفل يقدر له أن يقف ضد أسرته ومجتمعه.


    نسب سيدنا إبراهيم عليه السلام

    لقد ولد إبراهيم في منطقة كوثي التابعة لبابل في العراق، يدعى أبيه آزر بن ارغو بن فالغ ابن غابر بن سام بن نوح عليه السلام، ويقال إن إبراهيم كان يُكنى بـ” أبا الضيفان”، لأنه كان مضيافًا كريمًا لمن استضافه في بيته.

    مكانة سيدنا إبراهيم عليه السلام

    إن سيدنا إبراهيم عليه السلام هو أحد أولي العزم الخمسة، وهم: “نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد”، بترتيب بعثهم، وهم الذين أخذ الله منهم ميثاقًا غليظًا، ابتلاه الله تعالى ببلاء فوق قدرة البشر، ولكن رغم عنت البلاء وحدة الشدة، كان هو العبد الذي وفّى وزاد وفاءه بالإحسان.

    فجعل الله تعالى ملته التوحيد الخالص النقي وجعل العقل في جانب الذين يتبعون دينه وكرمه تكريمًا فجعله إمامًا للناس، وجعل من ذريته النبوة والكتاب، فجميع الأنبياء من بعده هم من نسله أولاده وأحفاده حتى جاء آخر الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.

    قصة سيدنا إبراهيم مع عبدة الأصنام

    بدأ إبراهيم دعوته بدعوة أبيه، وتذكيره مرارًا وتكرارًا بأن هذه الأصنام حجارة لا تنفع ولا تضر، وكان أسلوبه في ذلك هو اللين والرفق والأدب، فكان لا يخاطب أباه إلا وقائلًا يا أبتِ، لكن مع اصرار أبيه على رأيه، خرج على قومه بدعوتهم لعبادة الله الواحد الصمد وقال بغضب:

    “إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ؛ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ؛ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ؛ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ؛ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ” صدق الله العظيم.

    ومن هنا بدأ الصراع بينه وبين قومه ولكن كان أكثرهم غضبًا أباه وعمه الذي رباه، فقال أبيه له: لقد خذلتني يا إبراهيم وأسأت إلي، مصيبتي فيك كبيره، قال إبراهيم له:

    “يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا؛ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا؛ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا؛ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا” صدق الله العظيم.

    زادت ثورة الأب وهدد إبراهيم إن لم يتوقف عن دعوته فسوف يقتله ضربًا بالحجارة، انتهى الأمر بطرد سيدنا إبراهيم عليه السلام عن بيته وأيضًا تهديده بالقتل رميًا بالحجارة، وكان رد إبراهيم:

    “قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا؛ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا” صدق الله العظيم.

    عندها خرج إبراهيم من بيت أبيه بعد طرده، وقرر في نفسه أمرًا، فقد كان يعلم بأن قومه سيقيمون احتفالًا عظيمًا، سينصرف الناس جميعًا إليه، وانتظر موعد الاحتفال وأصبحت المدينة خالية.

    فذهب الى المعبد وقام بتكسير جميع أصنامهم وتحولت الآلهة المعبودة إلي قطع صغيرة إلا كبير الأصنام علق عليه الفأس لعل قومه يسألونه كيف حدث هذا وهو حاضر ولم يدافع عن صغار الآلهة، لعلهم حينئذ يرجعون إلى صوابهم.

    إلا أن عقولهم توقفت عن التفكير، وأعمتهم التقاليد عن التدبر والتأمل وبدلًا من أن يدركوا عجز أصنامهم التي لا تنطق ولا تتمكن من الدفاع عن نفسها، وبدلًا من ذلك “قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ”.

    حينئذ تذكروا إبراهيم وهو يتوعد أن يكيد لآلهتهم، فتعاهدوا بينهم على حرق إبراهيم عليه السلام نصرة لأصنامهم، فقاموا بالاستعداد لإحراق إبراهيم وتجمع الناس من القرى والجبال والمدن ليشاهدوا عقاب من تجرأ على آلهتهم.

    فأشعلوا النيران وقيدوا إبراهيم قدميه ويديه وأحضروا المنجنيق ليقذفوا إبراهيم فيها، اشتعلت النيران في الحفرة وأصدر كبيرهم أمره فأطلقوا إبراهيم فيها، ولكن أمر الله عز وجل النار بأن تكون) بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (.

    أحرقت النار قيوده وجلس إبراهيم داخلها كأنه يجلس في الجنة كان يسبح بحمد ربه ويمجده ولم يكن في قلبه سوى الحب، ورزقه الله الطمأنينة وتلاشى الخوف.

    جلس الناس والكهنة يراقبون النار من بعيد حتى انطفئت فوجدوا إبراهيم يخرج من الحفرة سليمًا، وعلى الرغم من رؤيتهم لهذه المعجزة التي حدثت أمامهم، إلا أنهم استمروا في كفرهم وعصيانهم، وحاول إبراهيم اقناعهم بكل الوسائل ورغم حبه لهم وحرصه وخوفه عليهم.

    إلا أنهم هجروه ولم يؤمن معه إلا امرأة ورجل واحد، وتسمى المرأة سارة وصارت بعد ذلك زوجته، والرجل يدعى لوط وقد صار نبيًا فيما بعد، فهاجر سيدنا إبراهيم عليه السلام ومعه زوجته وابن أخيه لوط عليه السلام من بابل إلى الشام.


    قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل

    عندما اشتد القحط في فلسطين، هاجر إبراهيم الى مصر وتزوج فيها من هاجر وأنجب منها إسماعيل عليه السلام، وقد كان يبلغ السادسة والثمانين من عمره، أما سارة فقد أنجب منها ولده إسحاق عليه السلام وكلاهما أنبياء.

    ومرت السنوات وأصبح إسماعيل عليه السلام شابًا، رأى سيدنا إبراهيم أنه يذبح ابنه، وإبراهيم يعلم أن رؤى الأنبياء حق ووحي، أي نوع من الصراع نشب في نفس إبراهيم، صراع أثارته عاطفه الأبوة، ولكن إبراهيم لم يسأل عن السبب وراء ذبح ابنه، فليس إبراهيم من يسأل ربه عن أوامره.

    فذهب إبراهيم إلى ولده ليخبره بما رأى:) قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى). فقال إسماعيل هذا أمر الله يا أبي فقم بتنفيذه: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) صدق الله العظيم، وها هو إسماعيل يكشف لأباه أنه ينافسه في حب الله عز وجل.

    همّ إبراهيم بذبح ابنه امتثالًا لأمر الله، فقام بوضع ابنه على الأرض حتى التصق وجهه بها وقام بذبحه ولكن السكين لم تقطع وتنحر إسماعيل في ذلك الوقت جاء فرج من الله ونزل الملك جبريل بكبش فداء لإسماعيل، فقال تعالى: (وفديناه بذبحٍ عظيم)، ومن هنا جاءت سنة الذبح للمسلمين أجمعين يؤدونها في عيد الأضحى.

    سيدنا إبراهيم وبناء الكعبة المشرفة

    أظهر الله عز وجل مكان قواعد الكعبة المشرفة لسيدنا ابراهيم وولده اسماعيل عليهما السلام، حيث أن آثارها قد تلاشت عن الأنظار على مر السنين، ثم شرعا في البناء وكان إسماعيل عليه السلام يجمع الحجارة ويقوم ابراهيم عليه السلام بالبناء.

    ولما ارتفع البناء وضع ابراهيم عليه السلام صخرة صغيرة يصعد عليها ليكمل البناء وسميت فيما بعد بمقام ابراهيم، ودعى ابراهيم وولده اسماعيل عليهما السلام أن يجعل الله من ذريتهما أمة مسلمة لا تشرك به أبدا.

    قال الله تعالى:” رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ” صدق الله العظيم.