تاريخ جزيرة مدغشقر

نبراسجزر وقارات
تاريخ جزيرة مدغشقر

عناصر المحتوي

    مقالات قد تهمك

    تعرف على طبيعة جزيرة مدغشقر (بالإنجليزيّة: Madagascar) هي واحدة من الجُزر والدّول التي تقعُ في قارة أفريقيا، وتُصنّف كرابع أكبر جزيرة عالميّاً، وترتبط مع الدّول والمناطق الفرنسيّة التّابعة لقارة أفريقيا؛ بسبب التأثّر في الاستعمار الفرنسيّ لأراضيها، وتُعتبر مدينة أنتاناناريفو هي العاصمة الرسميّة لمدغشقر، أمّا لغتها الرسميّة فهي اللّغة الفرنسيّة بالإضافةِ إلى استخدام اللّغة التقليديّة، ويعدُّ نظام الحُكم المُطبّق فيها نظاماً جمهوريّاً رئاسيّاً.[١]

     

    التّاريخ

    يعود تاريخ وجود السُكّان على أرض جزيرة مدغشقر إلى حوالي 2000 سنة؛ حيث هاجرت العديد من القبائل التي سكنت إندونيسيا إليها، واستقرّوا في مرتفعاتها وتحديداً في مناطق الهضاب، أمّا المُهاجرون من قارة أفريقيا، واستقرّ العرب في المناطق الساحليّة للجزيرة.[٢]

    في عام 1810م بموجب قرار ملك مدغشقر بدأت الحملات التبشيريّة والتجاريّة التّابعة لإنجلترا وفرنسا تنتشر على أراضي الجزيرة، ممّا أدّى إلى انتشار الدّين المسيحيّ بين سُكّانها، وإنشاء العديد من المدارس التّابعة للحملات الفرنسيّة والإنجليزيّة، ولكن ظهر الصّراع بين السُكّان والاحتلال الفرنسي الذي بدأ بنشر سيطرته على أراضي مدغشقر. في عام 1896م أعلنت فرنسا أن جزيرة مدغشقر مُستعمرةً فرنسيّةً.[٢]

    في عام 1947م اندلعت ثورةٌ ضدّ الاستعمار الفرنسيّ بعد استمرار زعماء قبيلة المارينيّين الأصليّة في المُطالبة بالحصول على استقلال مدغشقر عن فرنسا، واستمرّت هذه الثّورة لمدّة عامين، ممّا أدّى إلى قبول القوّات الفرنسيّة منح الحكومة القائمة في مدغشقر مجموعةً من الصلاحيّات القليلة، وفي عام 1960م تمّ الإعلان عن استقلال جزيرة مدغشقر وقيام النّظام الجمهوريّ على أرضها.[٢]

     

    في عام 1975م أصبحت مدغشقر تتبع للحُكم العسكريّ، وتمكّنت الحكومة الجديدة من السّيطرة على العديد من القطاعات التي كانت تحت الإدارة الفرنسيّة، وخصوصاً التي كانت ملكاً لمستثمرين فرنسيّين، وحاليّاً تسعى الحكومة في مدغشقر إلى تطوير الكثير من المجالات العامّة خاصّة السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، كما أنّها اهتمّت في كلٍّ من مجال التّعليم والصحّة بصفتهما من أكثر الأولويّات أهميّةً لتطوّر المجتمع في مدغشقر.[٢]

    الطبيعة الجغرافيّة

    تصل المساحة الجغرافيّة الإجماليّة لجزيرة مدغشقر إلى 587,041 كم²، وتتميّز بتنوّع التّضاريس الجغرافيّة الخاصّة بها؛ إذ توجد في القسم الشماليّ لها تُربةٌ مناسبة للزّراعة، وتفصل بين شمالها والمناطق الأخرى سلسلة جبليّة، أمّا المنطقة الوسطى لمدغشقر فتتكوّن أرضها من مجموعة من الهضاب والوديان القريبة من الأنهار والشواطئ الكبيرة التي تُشكّل قسماً مُهمّاً من المساحة الساحليّة الخاصّة بها، وأيضاً تنتشر على سطح المياه العديد من الصّخور المرجانيّة، وشرقيّ ساحل مدغشقر تقع الهضبة الشرقيّة وقناة أمبنالانا التي تُستخدَم للملاحة البحريّة.[٣]

    المناخ

    يُعتبر المناخ السّائد في جزيرة مدغشقر رطباً ودافئاً في أغلب المناطق وخصوصاً الشماليّة منها، أما القسم الجنوبيّ فيتميّز بمناخه الحارّ جدّاً والذي يميل إلى الجفاف. تتكوّن الأجزاء المُتوسّطة من مدغشقر غالباً من المُرتفعات التي يتراوح ارتفاعها بين 610 – 1200 متر فوق سطح البحر، وتنخفض درجات الحرارة لتصل إلى ما يقارب 13 – 19 درجةً مئويّةً.[٣] أمّا في فصل الشّتاء فتتساقط فيه كميّات من الأمطار، وخصوصاً في الفترة الزمنيّة المُمتدّة بين شهور أيار (مايو) إلى أيلول (سبتمبر)، وتهبّ في فصل الصّيف رياح موسميّة بين شهور أكتوبر (تشرين الأول) إلى نيسان (أبريل)، كما أنّ مُستويات الرّطوبة تختلف بين المناطق المُرتفعة عن المُنخفضة في جزيرة مدغشقر.[٤]

    الاقتصاد

    يعدُّ قطاع الاقتصاد في مدغشقر من القطاعات الناميّة التي تشهد تطوّراً نسبيّاً، وتُشكّل الزّراعة أهمّ مورد لدعم القطاع الاقتصاديّ، كما يُعتبر كلّ من الصّيد البحريّ والغابات من المُكوّنات الرئيسيّة للنّاتج المحليّ الإجماليّ في مدغشقر وتُشكّل ربع الإنتاج السنويّ، كما سعت الحكومة في مدغشقر إلى تطبيق مجموعة من الخُطط التنمويّة التي تهدف إلى تفعيل دور الخصخصة لمُختلف القطاعات.[٥]

    انتهج قطاع الاقتصاد في مدغشقر نظام الاقتصاد الاشتراكيّ منذ عام 1990م، ولكنّه لم يُحقّق كل الأهداف المطلوبة في تطوير الاقتصاد، لذلك تمّ التوقّف عن تطبيق السّياسات الاشتراكيّة والتّعامل مع اقتصاد السّوق الحُرّ، الأمر الذي ساهم في تعزيز تحسُّن الاقتصاد في مدغشقر بعد مُعاناته من العديد من الأزمات، خصوصاً بعد الأزمة السياسيّة التي أثّرت على الاقتصاد منذ عام 2009م حتى عام 2013م، وتمكّنت مدغشقر من النّهوض مُجدّداً في اقتصادها بالاعتماد على تصدير الصّناعات المحليّة إلى الدّول الأفريقيّة والعالميّة.[٥]

    التّركيبة السكانيّة

    يصل العدد التقديريّ لسُكّان جزيرة مدغشقر إلى ما يُقارب 24,430,325 نسمة، وتُعتبر أصول السُكّان مُختلطةً، خصوصاً من المُهاجرين الإندونيسيّين، والهنود، ومن المناطق الأفريقيّة الأخرى، كما تعود أصول مجموعة من السُكّان إلى جُزر المُحيط الهادئ، والمنطقة الجنوب شرقيّة لقارة آسيا، لذلك يتكوّن إجماليّ سُكّان مدغشقر من 18 مجموعةً عرقيّةً تنتمي إلى أصول مُتنوّعة، وغالبيتهم يستخدمون اللغة الملغاشيّة في التّواصل بينهم إلى جانب اللّغة الفرنسيّة بصفتها لغةً رسميّةً في العديد من المجالات، والقطاعات العامّة المُتنوّعة. تصل نسبة السُكّان المُتعلميّن والقادرين على القراءة والكتابة فوق عمر 15 سنة إلى 64,7%، أمّا النّسبة المُتبقيّة فهي مُوزّعةٌ على الأطفال دون أعمار المدارس، وعلى الأُميّين الذين لم يحصلوا على أيّ نوع من أنّواع التّعليم. وتصل نسبة البطالة بين الفئة العمريّة 15-24 سنة إلى 2,5%.[٥]

    يُعتبر قطاع التّنمية الاجتماعيّة من أهمّ القطاعات في مدغشقر، والذي يُساهم في توفير المَعونات للأفراد غير القادرين على العمل بسبب الشّيخوخة أو المرض، لذلك تمّ تخصيص صندوق للضّمان الاجتماعيّ بهدف توفير رواتبَ للمُتقاعدين والعائلات غير العاملة، كما حرصت الحكومة في مدغشقر على احترام حقوق الإنسان، عن طريق الالتزام بتطبيق كافّة النّصوص القانونيّة الخاصّة في ذلك؛ إذ تمّ تعديل مُعظم النّصوص القانونيّة في مدغشقر منذ عام 2003م، وتحديداً النّصوص المُخصّصة لقانون العقوبات.[٤]